Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آخر الانباء عن إيران

تقرير: مخاوف من عودة القاعدة والمليشيات وملء إيران للفراغ بعد انسحاب القوات الاميركية المقاتلة

عراق الغد- انسحبت فجر اليوم الخميس آخر كتيبة مقاتلة اميركية من العراق حيث بقي هناك 56 الف جندي اميركي مكلفين تأهيل الجيش العراقي في حدث وصفته واشنطن ب”اللحظة التاريخية” بعد ان عبر آخر العناصر الحدود الكويتية وهي آخر كتيبة قتالية لكن هذا لا يعني انه لم تعد هناك قوات قتالية في العراق بحسب الجيش الاميركي. ويشكل هذا الانسحاب مرحلة اولى حيث يستمر بقاء قوات من المدربين والاستشاريين العسكريين وهؤلاء سينسحبون كلهم بنهاية العام المقبل 2011 ولن يكون هناك اي عسكري اميركي في العراق بعد هذا الموعد الا باتفاقية أمنية جديدة تعقد بين الحكومتين العراقية والاميركية.

مع إنسحاب آخر كتيبة قتالية اميركية من العراق اليوم بعد 7 سنوات من الحرب فإن تساؤلات ملحة تثار حول جاهزية القوات العراقية واستعدادها لحفظ الامن وحماية ارواح المواطنين وسط تناحر القوى السياسية وما تمثله من اصطفافات طائفية تتوغل الى عمق المؤسسة العسكرية ومخاوف من تنشيط التنطيمات المسلحة لعملياتها في وقت تتصاعد فيه اعتداءات الارهابيين وتفجيراتهم التي تضرب في عموم العراق. واكد الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي ان الالتزام الاميركي في العراق ثابت وطويل الامد. واضاف ان “آخر ما نريده هو مناسبة جديدة لارسال جنود الى العراق وان يكون علينا انهاء مرحلة القتال مجددا”. وقال “نحن لا نضع حدا لالتزامنا في العراق وسيكون امامنا عمل كبير لانجازه لان هذه ليست نهاية امر بل انتقال نحو شيء مختلف فلدينا التزام طويل الامد في العراق”. واشار الى ان النزاع العراقي الذي ادى الى مقتل 4400 اميركي وكلف واشنطن الف مليار دولار، كان له “ثمن باهظ”.
واضاف كراولي “قمنا باستثمارات هائلة في العراق وعلينا القيام بكل ما في وسعنا للحفاظ على هذا الاستثمار وليدخل العراق وجيرانه في وضع اكثر سلمية بكثير يخدم مصالحهم ومصالحنا”. وفي رسالة له اليوم رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بانتهاء المهام القتالية للقوات الاميركية في العراق من دون الاشارة الى انسحاب آخر الفرق القتالية الاميركية ليل الاربعاء الخميس. وقال اوباما في الرسالة “اليوم اعلن بسعادة انه بفضل الخدمة المذهلة لجنودنا ومدنيينا في العراق ستنتهي مهمتنا القتالية هذا الشهر وسننجز انسحابا مهما لقواتنا”.
وتؤكد مصادر عراقية تحدثت يأتي في وقت لم يكتمل فيه بعد بناء وتجهيز القوات العراقية بشكل يمكنها مثلا من حماية حدود العراق بشكل كامل. وترى المصادر أن خطر تهديدات القاعدة لا يزال قائما. ويشيرون بهذا الخصوص إلى ضعف تعاون دول الجوار مع العراق في ملف مكافحة الإرهاب. وتؤشر المصادر الى ضعف قدرات القوات الجوية العراقية وعدم امتلاكها ولحد الان اي طائرات مقاتلة او قاصفة او اجهزة رادار متطورة قادرة على رصد التحركات على طول حدود العراق البالغة حوالي 3500 كيلومترا مع دول الجوار الست. وبناء على ذلك فان المختصين العراقيين يودون ان يتم الاتفاق في النهاية بين واشنطن وبغداد على بقاء وحدات عسكرية اميركية في العراق لفترة اخرى يتم الاتفاق على عددها ومهامها بين الطرفين.
وتتوقع مصادر عراقية عليمة بان تواجه القوات العراقية صعوبات كبيرة في فرض الامن بعد الانسحاب الاميركي لانها تدار بطريقة بدائية تعتمد على الكم الهائل في عدد العسكريين الذي وصل الى حوالي المليون شخص من جنود وشرطة الذين انخرطوا في صفوف القوات لتأمين مصدر رزق وقد انخرطوا ايضا بدعم الاحازاب وليس على اساس الكفاءة واللياقة العسكرية مقابل عدد قليل منظم ومدرب من عناصر المنظمات الارهابية وتلك التي خلفها النظام المقبور.
تشير مصادر عراقية عليمة الى ان النظام الايراني يجهز نفسه بشكل مستمر للحظة خروج القوات الامريكية من العراق حيث ان جيش المهدي مازال يحافظ على هيكليته وقياداته وارتباطاته وهو مستمر بنشاطاته ولذلك فأن امر تنشيطه اكثر ودفعه الى الشارع ممكن الحصول بسرعة. وان هذا التنشيط يعتمد على الوضع السياسي في العراق بعد تشكيل الحكومة والشخصية التي تتراسها وعلاقتها بإيران المحرك الاساس لجيش المهدي والداعمه له بالسلاح والمال والتدريب والتخطيط. اضافة الى علاقات طهران مع واشنطن على ضوء الملف النووي الإيراني. وان يكون هناك تدخل مباشر لإيران من خلال تعزيز التواجد الاستخباري الإيراني في العراق.. وتدخل غير مباشر عن طريق تعزيز عملائها واصدقائها في العراق والتشكيلات المسلحة التي لها علاقة معها. وهناك مؤشرات بان إيران ستتوجه الى التزام التيار الصدري وجيشه بشكل اوسع وتحويله الى مشروع سياسي امني عسكري اجتماعي يتغلغل في فصائل المجتمع المدني والهيمنة على مرافق الحياة الاجتماعية على غرار حزب الله في لبنان.
وتوضح المصادر بهذا الخصوص ان من بين المظاهر عن الوجود الإيراني التي بدات تتعزز في العراق حاليا هو السيطرة الكاملة على المدن التي تضم المراقد الشيعية (المقدسة) وخاصة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء حيث يلاحظ ان جميع عمليات الاعمار والاشراف التي تقوم بها مؤسسات إيرانية هي مدنية رسميا لكن جميع مسئوليها هم من ضباط وعناصر المخابرات الإيرانية وحتى اللغة المستخدمة في مقرات هذه المؤسسات تجري بالفارسية.. كما ان إيران بدأت تفتح فروعا لمصرف ميليت الإيراني في عدد من المدن العراقية بدءا من بغداد ثم كربلاء والنجف وحتى اربيل.. والغريب ان معظم المسئولين العراقيين الكبار لايعرفون (او انهم يعرفون وينكرون) وجود فروع لهذا المصرف في بلدهم لانه موضوع على قائمة الإرهاب وممنوع التعامل معه دوليا٬ لكنه يستخدم الان لايصال اموال إيرانية وانفاقها في العراق على احزاب وشخصيات مؤيدة لإيران وتأمين نفقات عناصر مخابراتها في العراق.

زر الذهاب إلى الأعلى