Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

مأزق طهران

مأزق طهران
وهذا الطرف هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية

الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:

على هامش الجولة الثامنة من محادثات فيينا، ومع صدور تصريحات ومواقف مختلفة إتسمت في خطها العام بالتناقض وعدم الوضوح، فإن الذي يمکن إستخلاصه بعد البحث في هذه المسألة من کل جوانبها، هو إن هناك ثمة طرف في هذه المحادثات يواجه مايمکن أن نصفه بمأزق عويص ويجد صعوبة بالغة في الخروج منه بسلام، وهذا الطرف هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية!
بعد إجتماع المشارکين في محادثات فيينا يوم الاثنين الماضي مجددا من أجل استكمال المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، بعد استراحة لأيام بسبب عطلة عيد رأس السنة. حيث إن الجولة الثامنة التي انطلقت في نوفمبر الماضي وعلى الرغم من تصريحات خجولة صدرت عن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، تشي بإيجابيتها، فإن تصريحاته هذه قد تزامنت مؤخرا داخل إيران مع دعوات لمحاسبته!
النائب شهريار حيدري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني، أطلق من جانبه دعوة لمساءلة كبير المفاوضين الإيرانيين، وذلك للتأكد، كما قال حيدري، من صحة ما قاله السفير الروسي ميخائيل أوليانوف بشأن نجاح موسكو وبكين في تغيير مواقف طهران، لجهة تراجعها عن بعض مطالبها، وقبولها بانطلاق التفاوض من المسودة التي وضعت خلال الجولات السابقة التي انطلقت في أبريل من العام الماضي (2021). وقال حيدري لموقع “انتخاب” المقرب من الحكومة السابقة: على حد علمنا أن الفريق المفاوض النووي يصر على المطالب الإيرانية ولا يوجد أي تعديل في مواقفه إلا في بعض القضايا التي يحصل اتفاق بين الجانبين (في المفاوضات) وهذا أمر طبيعي”.
لکن الملفت للنظر إن الدعوة المذکورة لمحاسبة کبير المفاوضين الايرانيين، قد جاءت بعد أن أكد مصدر إيراني مطلع لموقع “نور نيوز” الإخباري، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، أمس الأحد أيضا، أن الوفد الإيراني تراجع بالفعل عن بعض مطالبه. وأشار إلى أن الأنباء التي تفيد بأن “روسيا والصين أقنعتا إيران بالتخلي عن بعض مطالبها الأساسية في محادثات فيينا صحيحة”. وجدير بالذکر هنا الاشارة الى أن المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف كان أوضح الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أن بلاده والصين حثتا الوفد الإيراني على تقديم بعض التنازلات والتفاوض انطلاقا من المسودة التي تم التوافق عليها في الجولات السابقة مع الأوروبيين.
والذي يثير التعجب وحتى الدهشة أکثر هو المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، دعا يوم الاثنين الماضي، الغرب إلى التنازل عن “مطالبه القصوى”، وفق تعبيره، مشددا على أن بلاده لن تقبل بأي سقف زمني للمحادثات. حيث قال بأن “كل المطالب التي تقع خارج إطار الاتفاق النووي غير مقبولة.. وهدفنا الوصول لتوافق جيد” وأضاف أن على الطرف المقابل تقديم برامج وجداول لرفع العقوبات عن بلاده، وتأكيد التزامه بالاتفاق النووي، في إشارة إلى الولايات المتحدة. لکن من المهم هنا من التأکيد على إن الجولة الثامنة قد تكون الأخيرة، بحسب ما ألمح إليه عدة دبلوماسيين أوروبيين وأميركيين سابقا، معتبرين أو الوقت ينفد، وأن التفاوض لا يجب أن يتخطى الأسابيع لا الأشهر، لا سيما أن طهران مستمرة في هذه الأثناء بخروقاتها النووية. ويبدو إن النظام الايراني الذي صار معروفا عنه بأن يقول الشئ ونقيضه في نفس الوقت ولکنه وعندما يجد إنه لم يعد هناك من وقت ومساحة کافية للمناورة والمراوغة فإنه يستسلم للأمر الواقع وإن مأزقه الحالي نهايته لن تکون إلا بإستسلامه وخضوعه للأمر الواقع!

زر الذهاب إلى الأعلى