Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

المضحي بالدم ليس كمن يريقه ظلما

المضحي بالدم ليس كمن يريقه ظلما

السیاسة الکویتیة – نزار جاف:

لم يكن إجماع الوفود العربية المشاركة في مؤتمر بروكسل لدعم النتفاضة والمقاومة الإيرانية، الذي تم عقده في 27 من يناير المنصرم، على اعتبار المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بمثابة البديل الشرعي الديمقراطي لنظام الملالي، وكذلك إشادتهم ببرنامج المواد العشر للسيدة مريم رجوي كبرنامج يمثل خلاصا ومستقبلا أفضل لإيران ديمقراطية حرة، وغير نووية تكون السلطة فيها للشعب، ويتساوى فيها الجميع تحت مظلة القانون وتحترم فيها مبادئ الحريات وحقوق الإنسان.
لم يكن الاقرار الوحيد من نوعه بشان اعتبار المقاومة الايرانية بديلا للنظام، بل إن الاصوات الدولية تزداد بهذا الشأن، وهي تستند الى الدور والتأثير والحضور الذي مثلته، وتمثله، المقاومة الايرانية في الداخل والخارج في المعادلة السياسية القائمة في إيران. منذ تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في العشـرين مـن يونيـو 1981، وحتـى يومنـا هذا، ظل بمثابة أكبر كابوس لنظام الملالي، وعلى مر 43 عاما الماضية، لم يخل ساحة الصراع والمواجهة ضد هذا النظام، مع الاخذ بنظر الاعتبـار إن معظم قوى المعارضة الايرانية التي كانت ترفض هذا النظام قد تم إقصاؤها والقضاء عليها، أو حتى تمييعها بصورة وأخرى.
المجلس كان ورغم من الفرق الكبير بين إمكانياته المتواضعة والامكانيات الكبيرة جدا للنظام، الا انه ظل واقفا كالطود بوجه هذا النظام، وأثبت أنه المعارضة الاكبر والاقوى والاكثر تعبيرا عن الشعب الايراني بوجه هذا النظام، ورغم إن النظام قد اتبع كل الطرق والاساليب من أجل القضاء عليه، أو حتى إقصائه، أو تحديد دوره على الاقل، لكن المجلس لم يظل يواجه كل ذلك بمنتهى الدراية والحكمة، حتى إنه صار في النتيجة يرد له الصاع صاعين.
منذ انتفاضة 2009 وحتى انتفاضة 16 سبتمبر2022، التي لا تزال مستمرة، فالنظام وعلى لسان قادته، قد اعترف بدور وتأثير هذا المجلس في جميع الانتفاضات المندلعة بوجهه، وبخاصة الانتفاضة الاخيرة، واعلان النظام أكثر من مرة خلال الاشهر الاربعة الاخيرة أنه قد ألقى القبض على شبكات لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة “مجاهدي خلق” في مناطق مختلفة من إيران، بل حتى إن الامر وصل بالنظام الى دعوة الشعب الايراني للإبتعاد عن المقاومة الايرانية، وعدم الاقتداء بها، ولأن كل ذلك قد جرى خلال الانتفاضة الحالية، فإنه يدل ويثبت بمنتهى الوضوح دور وحضور المقاومة الايرانية في هذه الانتفاضة.
المثير للسخرية هو أن النظام الذي يعترف بنفسه بدور وحضور وتأثير المقاومة الايرانية، يرفض هذه الحقيقة، ويمسح دور المقاومة الايرانية في الانتفاضة بجرة قلم، بل حتى تمادى ليذهب أبعد من ذلك عندما يقارن دورها وحضورها بدور وحضور ابن الشاه المخلوع! وهو بذلك يقوم بالمساواة بين من ضحى ويضحي بدمه وروحه من أجل حرية شعبه، والتغيير السياسي في بلاده، بسليل نظام مباد أراق دماء الشعب الايراني طوال 50 عاما، بالاضافة الى أن المقاومة الايرانية وفي الوقت الذي كانت تدفع ثمنا باهظا لصراعها الضاري مع نظام الملالي في أحلك، وأسوأ الظروف، فإن ابن الشاه المخلوع كان يعيش حياة مترفة في المنفى، ولم يكن يهتم بما يجري ويدور في داخل إيران، فكيف تتم المقارنة بين طرف أثبت دوره وحضوره وتأثيره بالتضحية بدمائه وبطرف ثار ضده الشعب ونبذه؟

كاتب وصحافي عراقي

زر الذهاب إلى الأعلى