Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

النهاية العملية والواقعية لنظام الملالي

النهاية العملية والواقعية لنظام الملالي

N. C. R. I : الخطبة التي ألقاها خامنئي بمناسبة العام الجديد وکذلك التي ألقاها روحاني أيضا بنفس المناسبة فيهما الکثير من المؤشرات والمدلولات التي تؤکد بأن نظام ولاية الفقيه في إيران يمر ليس بأصعب مرحلة له في تأريخه وانما حتى آخر مرحلة له، وهو مايدفع بالنظام وأجهزته القمعية للشعور بالذعر والهلع والسعي لأية عملية إنقاذ او إنعاش لهذا النظام المتهاوي المترنح بين الوجود والعدم.

إلقاء نظرة سريعة على أربعة عقود من عمر هذا النظام وماقام ويقوم به من أعمال وإجراءات وماينفذه من مخططات ومشاريع سياسية وأمنية وعقائدية موجهة ضد الشعب الايراني في المقام الاول وضد الشعوب الاسلامية والعربية في المقام الثاني، تبين بوضوح کيف أن هذا النظام قد إستخدم کافة الوسائل والسبل المتاحة من أجل الوصول الى أهدافه وانه فاق الميکافيلية في وصوليته وإنتهازيته للإستفادة من کل شئ من أجل تحقيق أهدافه وممارسته للکذب والخداع اللعب على الحبال وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن خامنئي عندما يتمشدق کذبا خطابه السنوي بمناسبة العام الجديد: إن الاقتصاد الإيراني تكيف جيدا في وقت سابق مع العقوبات الأمريكية، وسواء رفعت العقوبات من عدمه، فإن إيران سوف تركز على المحافظة على أموالها وتطورها من خلال الصادرات الإقليمية والإنتاج المحلي. في وقت يقول فيه المحتال روحاني في خطبته بنفس المناسبة من إن”عام 2020 كان أسوأ عام من حيث مبيعات النفط على مدى الـ 60 عاما الماضية. وقال لا أتذكر أننا شهدنا عاما يضاهي عام 2020 صعوبة من حيث المأزق والقيود الاقتصادية على مدى الـ 42 عاما منذ نجاح الثورة الإيرانية ضد الشاه. فقد كنا في مأزق مالي حقيقي”، فأين التکيف الذي يتحدث عنه الجلاد والعدو الاکبر للشعب الايراني خامنئي؟ لکن المثير للسخرية ولکي يثبت هذا النظام متمرس في الکذب والخداع والقفز على الحقائق والتلاعب بها إن المحتال روحاني يناقض کلامه هذا ويزعم کذبا على الرغم من اعترافه بالأزمة الاقتصادية العميقة: ” على الرغم من أنه في السنة التي سجلت فيها العديد من الاقتصادات القوية في العالم معدلا سلبيا نسبته 10 في المائة، غير أن نظام الملالي سجل نموا إيجابيا نسبته 2,2 في المائة”!
ضرب القوى الوطنية والمخلصة والصادقة مع الشعب الايراني، کان المشروع السياسي الاساسي الذي شرع به النظام من أجل تثبيت دعائم النظام الاستبدادي والشمولي الذي أقامه على أنقاض نظام الشاه، والذي يمکن القول بأنه قد فاق النظام الملکي قمعا وإستبدادا ومصادرة للحريات والحقوق الاساسية للشعب کمجتمع وکأفراد تحت يافطة الدين، لکن الذي يجب التوقف عنده هنا مليا، هو أن هذا النظام قد بذل جهودا ومساع إستثنائية من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق وإقصائها من المشهد السياسي الايراني وحتى إنه في مشروعه لضرب وإقصاء القوى الوطنية الايرانية فإن المنظمة کانت على رأس القائمة وکانت ولازالت أهم هدف له بهذا السياق، ذلك أن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها قصب السبق والباع الاطول والاکبر في إسقاط نظام الشاه، ولاسيما من حيث دور الفکري السياسي المٶثر على مختلف شرائح الشعب الايراني، تخوف منها نظام ولاية الفقيه کثيرا ووجد فيها الخطر الاکبر الذي يهدد نظامه ولاسيما وان هذه المنظمة قد جعلت من الحرية والعدالة والکرامة الانسانية حجر الزاوية في مبادئها ومنطلقاتها الفکرية ولا ولم ولن تکن مستعدة للمساومة عليها إطلاقا ولو في أسوأ الظروف والاحوال، علما بأن النظام قد حاول جهد إمکانه إغراء المنظمة عبر وسائل الترغيب والترهيب من أجل قبولها بنظام ولاية الفقيه القمعي الاستبدادي، لکن المنظمة رفضت وبإباء و عزم ومبدأية راسخة کافة عروض النظام وتمسکت بمبادئها وأهدافها النابعة اساسا من معاناة وطموحات الشعب الايراني، ولاغرو من أن المنظمة قد دفعت ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا بحيث لم ينل منها بعمليات القتل والتصفية والتعذيب في السجون وحملات الاعدامات وانما سعى هذا النظام حتى لکي ينال من تأريخها المجيد الذي يعتبر من لبنات التأريخ السياسي المعاصر لإيران، وان الحملة المسعورة التي قام بها نظام الملالي من أجل تشويه وتحريف التأريخ النضالي المجيد للمنظمة والتشکيك به، تجسد في واقع أمرها الدور والتأثير الکبير للمنظمة على الاوضاع في إيران ومن إنها کانت ولازالت تشکل ثقلا وقوة يعتد بها على الارض ولايمکن تجاهلها أبدا، خصوصا وإن معظم الانتفاضات التي إندلعت ضد النظام کانت للمنظمة دور فعال وبارز فيها بإعتراف النظام نفسه وبشکل خاص خامنئي.
منظمة مجاهدي خلق التي وقفت بکل مالديها من قوة وبصلابة غير معهودة ضد مخططات نظام الملالي وأعلنت بأنها تقف في نفس الخندق الى جانب الشعب الايراني وأکدت بأنها لاتفرط بالحرية أبدا مهما غلت التضحيات، وهي بموقفها الجرئ والشجاع هذا قد تحملت أکثر من طاقتها بکثير لکن أصرت ومن خلال إيمانها بآمال وطموحات الشعب الايراني التمسك بمواقفها وسلکت درب المواجهة والصراع المملوء بالاشواك والصعاب ضد النظام، لکنها رغم ذلك أثبتت قدرتها وجدارتها فيه، حتى وصل الامر الى ضعضعة النظام و هزه من الاسس بعد صراع ومواجهة بطولية إستمرت ل41 عاما، ومن هذه المنطلقات، فإن الذي يجري اليوم في طهران هو بالاساس حاصل تحصيل نضال وکفاح دؤوب لمنظمة مجاهدي خلق التي أصرت على مواصلة النضال والکفاح من أجل الحرية ولم تستسلم للمغريات والعروض الاستثنائية، وهي بذلك قد مهدت لهذه المرحلة التأريخية التي يشهد فيها الشعب الايراني عن بکرة أبيه صراع الذئاب بين أجنحة النظام القمعي المبني على الکذب والخداع والظلم، مما يمهد لفجر زاهر وغد مشرق يعيد الامل والبهجة للشعب الايراني برمته.

زر الذهاب إلى الأعلى