Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

تغيير السلوك أم تغيير النظام

تغيير السلوك أم تغيير النظام
عندما شرعت إدارة الرئيس الامريکي الاسبق بيل کلينتون بسياسة الاحتواء المزدوج من أجل الحد من دور وتأثير النظام العراقي السابق

الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
عندما شرعت إدارة الرئيس الامريکي الاسبق بيل کلينتون بسياسة الاحتواء المزدوج من أجل الحد من دور وتأثير النظام العراقي السابق ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن تلك السياسة بقدر ماکانت صارمة ومتشددة مع العراق فإنها کانت متساهلة ولينة مع إيران، والحق إن الاسلوب والطريقة التي إتبعتها الولايات المتحدة الامريکية ومن بعدها دول الاتحاد الاوربي، کانت تعمل من أجل إعادة تأهيل النظام الايراني وذلك من خلال السعي لمسايرته وإرضائه وهي سياسة صارت تتجسد وتتبلور أکثر على أرض الواقع خلال عهد الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي والذي کان يتزعم تيار مايسمى ب”الاعتدال والاصلاح”.
أکثر من ثلاثين عاما من التواصل والتفاوض مع النظام الايراني وليس لاتزال الامور والاوضاع مع هذا النظام على حالها بل وحتى إنها أسوء بکثير من بدايتها، ذلك إننا لو نظرنا الى حاصل تحصيل ماقد کسبته الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الاوربي من کل ذلك التواصل لوجدناه يبعث على السخرية والاستهزاء ذلك إنه ليس لم يحصلوا على أي شئ بل وحتى قدموا الکثير من دون أي مقابل يذکر.
الحقيقة التي يبدو إن البلدان الغربية لاتستوعبها لحد الان، هي إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقوم على أساس نظرية ولاية الفقيه، هو نظام غير قابل للتغيير من الداخل کما تنتظر هذه البلدان وغيرها، بل وإن تلاشي تيار الاصلاح والاعتدال المزعوم وإنطوائه على نفسه، يثبت بأنه لم يکن سوى مجرد خدعة من جانب النظام ضحك فيها على ذقون البلدان الغربية، من هنا فإن نظرية الاعتماد على التغيير من داخل النظام يمکن القول بأنها فشلت فشلا ذريعا ومن العبث التعويل عليها بعد أکثر من 30 عاما من الانتظار المر بشأنها.
اليوم وبعد الحصاد المر للبلدان الغربية من التعويل على سياسة الاسترضاء والمسايرة ومن إنتظار التغيير المستحيل من داخل النظام الايراني، فإن القناعات بدأت تزداد بإستحالة هذه السياسة وبإستحالة تغيير سلوك هذا النظام وإعادة تأهيله وبالتالي تخليه عن نهجه المتطرف الذي يعتمد على الارهاب کوسيلة من أجل بلوغ الغاية، وقد کان السناتور جوزيف ليبرمان، محقا تماما عندما أکد في تصريحات له لقناة”الحرية” حيث أشار وبوضوح لما قد طرحناه آنفا عندما قال:” عندما ننظر إلى العشرين عاما الماضية، يجب أن نعترف بأن أي محاولة لتشجيع وإعطاء الحلوى بدلا من الهراوة لتغيير سلوك نظام طهران لم تؤد إلا إلى الفشل ووضع النظام أسوأ من ذي قبل.” وإستطرد وهو يخلص الى حقيقة مهمة حينما قال:” إذا لم تستطع تغيير سلوك نظام طهران، فعلينا تغيير النظام. ليس بمعنى احتلال الولايات المتحدة لإيران، ولكن دعمها العلني لإنهاء النظام الحالي لصالح أولئك الذين يحاربونه إلى جانب الشعب الإيراني.”.

زر الذهاب إلى الأعلى