Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

لم يعد الفرار للأمام يجدي نفعا!

لم يعد الفرار للأمام يجدي نفعا!
لم يعد الفرار للأمام يجدي نفعا!

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

لکل بداية نهاية ولکل قصة من خاتمة لابد لها کما الحياة التي تختتم بالموت، فإن اسلوب الهروب للأمام الذي دأب القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على إستخدامه في التصدي للأحداث والتطورات والمشاکل والازمات التي تواجه النظام، من الواضح جدا بأن الانتفاضة الشعبية العارمة الحالية قد أعطت إنطباعا بأن هذا الاسلوب لم قد إنتهى أمره ووصل الى نهاية الخط ولم يعد يجدي نفعا بالمرة.
مايواجهه النظام حاليا في خضم الانتفاضة الجارية في البلاد أکثر من مجرد مشکلة عادية بل إنه تحد مصيري للنظام، خصوصا بعد أن إفتضح فشل وخيبة معظم مراهنات النظام وبشکل خاص على کبت الحريات وإشاعة أجواء الرعب والخوف وعلى إختلاق حاجز ومسافة بين الشعب وبين منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر المعارضة الاکثر دورا وفعالية في إيران وعلى قطع إرتباط إيران بالخارج، ذلك إن هذه الانتفاضة أثبتت عمليا فشل وإخفاق کافة تلك المراهنات وإثبات أن العدو الحقيقي الوحيد للشعب هو نظام ولاية الفقيه ولاأحد غيره.
اليوم، وفي غمرة إستمرار الانتفاضة الشعبية التي حطمت هيبة خامنئي والنظام، فإن الحقائق بدأت تنکشف رويدا رويدا وتتضح الصورة أکثر فأکثر ولاسيما عندما يشهد شاهد من أهلها، حيث إن رجل الدين فاضل ميبدي وهو من كبار رجال الدين في الحوزة العلمية في قم، قد إعترف في مقابلة له مع صحيفة فرارو الحكومية، يوم الخميس 24 من الشهر الجاري قائلا بأن الانتفاضة لا رجعة فيها، وأن “لغة التهديد والترهيب والتشديد وأحكام السجن الثقيلة وأحكام الحرابة” ستكون بمثابة البنزين على نار الانتفاضة وستقضي بشكل عاجل على سلالة النظام.
رجل الدين هذا قد فضح حقيقة وواقع الامر وليس کما يصوره النظام عندما قال ردا على سؤال حول محاولة بعض النواب الموافقة على خطط لممارسة مزيد من الضغط على الطلاب والمتظاهرين لاحتواء الانتفاضة الوطنية قال: بقدر ما أستطيع أن ألاحظ وأتابع الطريقة التي يتعامل بها النظام الحاكم فإنها ليست مناسبة لمن هم على ارضيات الشوارع والجامعات، وعلى أية حال فإن لهؤلاء الشباب رغبات ومطالب ومشاكل لا يمكن التعامل معها بلغة التهديد والترهيب وعقوبات السجن المشددة بالسجن والإتهام بالحرابة، ومن الممكن من خلال هذه الأدبيات ينشأ هدوءا ظاهريا قصير المدى، لكن الأزمة لن تحل، وكم تمنيت وتمنيت لو أن ولاة الأمر قد فهموا رسالة المحتجين خلال أحداث احتجاجات 2017 و 2019 وحتى قبل ذلك في 2009 وبحثوا عن حل، لكنه لم يتم الإلتفات لهذه الضروريات، يعاني الشعب في هذا البلد من التضخم والغلاء والعقوبات منذ سنوات.
کلام رجل الدين هذا لو دققنا فيها وتفحصناه من مختلف الاوجه، لوجدناه إعترافا صريحا بأن لغة واسلوب القمع والهروب للأمام الذي إستخدمه ويستخدمه هذا النڤام منذ تأسيسه قد إنتهى مفعولها وتأثيرها وإن النظام قد أصبح وجها لوجه هذه المرة أمام الواقع الذي لايمکنه الهروب منه أبدا!

زر الذهاب إلى الأعلى