Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

عن القرارات الصعبة الامريکية

عن القرارات الصعبة الامريکية
الرغبة الجامحة لإدارة الرئيس بايدن من أجل التوصل لإتفاق مع النظام الايراني بشأن البرنامج النووي الايراني

الحوار المتمدن – سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

الرغبة الجامحة لإدارة الرئيس بايدن من أجل التوصل لإتفاق مع النظام الايراني بشأن البرنامج النووي الايراني، يواجه الکثير من العقبات المختلفة التي من أهمها مواقف عدد کبير من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريکيين الذين يشککون بنوايا طهران بشأن إلتزامها ببنود الاتفاق الى جانب مواقف بلدان المنطقة المتوجسة ريبة من هکذا إتفاق قد يکون على حسابها کما جرى في إتفاق عام 2015، عندما تم إطلاق يد النظام في المنطقة، خصوصا وإن طهران تطالب وبإلحاح بإزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية وهو أکثر شئ يدعو للقلق والتوجس من جانب بلدان المنطقة لأن إخراج الحرس مع إطلاق الارصدة المالية الايرانية المجمدة، يعني إطلاق يد إيران مرة أخرى في المنطقة ومن أوسع أبوابها!
يبدو واضحا جدا مدى حالة القلق في واشنطن مع وصول محادثات فيينا الى مرحلة حساسة کمايدل على ذلك بوضوح التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، من إن الولايات المتحدة الامريکية مستعدة لأخذ قرارات صعبة” للتوصل لاتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذرة في الوقت نفسه من أن إبرام هذا الاتفاق “ليس وشيكا ولا مؤكدا” وأنها جاهزة بالتالي لاحتمال نجاح المفاوضات كما لفشلها.
کلام برايس هذا لا يعکس حالة القلق والتوجس التي تواجه الادارة الامريکية فقط بل وإنما أيضا حالة القلق اللمزوجة بالامتعاض من جانب أوساط سياسية أمريکية ودولية وإقليمية خصوصا وإنه وبحسب مصدر مطلع على سير المفاوضات الجارية في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، فإن أحد أبرز الملفات العالقة هو إصرار طهران على أن تسحب واشنطن من القائمة الأميركية السوداء لـ “المنظمات الإرهابية الأجنبية” الحرس الثوري الإيراني. وإن إخراج الحرس الثوري من قائمة الارهاب يعني عودة الامور والاوضاع في المنطقة الى ماکانت عليه في العام 2015، لصالح طهران، وفي هذا معنى وعبرة ذات مغزى، إذ أن طهران تحصل على هکذا مکسب بعد أن قطعت شوطا کبيرا في برنامجها النووي للأمام کما تجهز في نفس الوقت على ماقد حققته الادارة الامريکية السابقة من مکاسب قوية في لجم وتحديد تحرکات ونشاطات النظام الايراني في المنطقة من خلال وضع الحرس الثوري في قائمة الارهاب.
المشکلة التي يبدو إن إدارة بايدن لازالت قاصرة على فهمها وإستيعابها هي إن النظام الايراني وفي الوقت الذي يسعى فيه لفرض شرط إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية على الامريکيين، فإن أوضاعه بالغة السوء داخليا بشکل خاص وإقليميا بشکل عام الى أبعد حد وإن قبول واشنطن بهکذا شرط يعني إعادة القوة والعافية نسبيا للنظام الايراني في إطلاق يده ضد شعبه وضد بلدان المنطقة من دون أن تکون قد حصلت على أي مکسب ازاء ذلك بل وحتى إنها تقوم بالتفريط بمکاسب حصلت عليها من دون التحسب من المستقبل!

زر الذهاب إلى الأعلى