الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
منذ أن إستولت الطغمة الدينية المتطرفة بزعامة خميني على مقاليد الامور في إيران بعد مصادرة ثورة الشعب الايراني، فإن جل هم هذه الطغمة التي جعلت من إيران بٶورة لتصدير التطرف والارهاب ومصدرا رئيسيا لزعزعة السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال إثارة الحروب والنعرات الطائفية والاختلافات الدينية، وقد دفع ويدع الشعب الايراني ثمن معظم المغامرات الطائشة والمجنونة لهذا النظام الذي سعى ويسعى من أجل خداع الشعوب الاسلامية والعربية بالشعارات البراقة المنادية کذبا وزورا ودجلا بنصرة القضية الفلسطينية.
لو أعدنا الى الاذهان حرب تموز2006، التي مهد لها نظام الملالي بين صنەعه حزب الله وبين إسرائيل وماتسببت به مآسي وکوارث ومصائب على الشعب اللبناني، ثم کيفية إستغلالها وبطريقة واسلوب رخيص من جانب نظام الملالي وإطلاق الشعارات البالونية الفضفاضة وکأنهم حققوا نصرا عظيما في الوقت الذي يعلم فيه القاصي قبل الداني بأنها کانت أکبر مصيبة نزلت على رأس الشعب اللبناني کما إنها کلفت الشعب الايراني أيضا عندما قام هذا النظام الارعن بإرسال 13 مليار دولار الى صنيعه حزب الله ليعيد بناء مٶسساته وأقسامه المختلفة التي دمرتها إسرائيل أثناء تلك الحرب، في وقت کان الشعب الايراني يعاني من أوضاع معيشية بالغة السوء وإن إرسال هکذا مبلغ ضخم ضاعف من معاناته.
نظام الملالي الذي لم يکتفي بإثارة حرب تموز2006، بل وأثار الحروب الطائفية في العراق أيضا ولاسيما في عام 2006، والتي جرت على أثر تفجير مرقدي الامامين العسکريين مع ملاحظة إن الجنرال جورج شلتن، قائد القوات الامريکية في العراق وقتئذ، إعترف بأن النظام الايراني هو من کان يقف خف تلك الحادثة وحتى تم إلقاء القبض على عناصر تابعة للنظام قامت بذلك وسرعان ماطالب نوري المالکي الذي کان رئيسا للوزراء وقتئذ بتسليمهم من أجل إجراء اللازم لکن تم لفلفلة القضية.
نظام الملالي الذي يبدو واضحا جدا إنه لم يشبع من سفك وإراقة الدماء من خلال إثارته للحروب في لبنان والعراق وسوريا واليمن، فتوجه لغزة لکي يشعل فيها نار حرب مدمرة غير متکافئة يدفع فيها المدنيون العزل من أهالي غزة ثمنها غاليا، هذه الحرب التي يبدو واضحا من إنها لن تنتهي أبدا کما يتمنى نظام الملالي، إفتعلها هذا النظام الدموي من أجل التمويه على الاوضاع الداخلية في إيران وإلهاء شعوب المنطقة عموما والشعب الايراني خصوصا بها، ولاسيما وإن توقيت إشعالها يتزامن مع أسوء أوضاع يمر بها هذا النظام القرووسطائي الذي واجه أقوى إنتفاضة إستمرت لأشهر وکان هدفها الرئيسي إسقاطه وإقامة جمهورية ديمقراطية، وهذه الحرب المفتعلة قد إفتضح أمرها وصار الشعب الايراني قبل غيره يعلم الاهداف والدوافع المشبوهة للنظام الايراني من ورائها، وقطعا فإنها لن تمر بسلام على النظام وحتى إنها تزيد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية عزما وإصرارا على المضي قدما في النضال والمواجهة ضد هذا النظام حتى إسقاطه.