عن زيارة مايك بنس لأشرف 3- منى سالم الجبوري

في وقت تترکز في أنظار العالم على الاوضاع في إيران ولاسيما في ظل التراجع الملفت للنظر لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعدم تمکنه من أن يستفيد من عهد بايدن وإنهاء العقوبات الدولية الصارمة المفروضة عليه أو على الاقل تخفيفها، وخصوصا وإن النظام يواجه مرحلة حساسة وحرجة جدا على الصعيدين الداخلي والخارجي ويواجه مصيرا أشبه مايکون بالمجهول، مع ملاحظة تزايد الاحتجاجات الشعبية وتزايد النشاطات المختلفة لوحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، فإن الزيارة الملفتة للنظر التي قام بها مايك بنس، نائب الرئيس الامريکي السابق دونالد ترامب لأشرف 3 وإلقائه خطابا غير مسبوقا أمام الالاف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، فإن ذلك يعتبر تطورا نوعيا ملفتا للنظر فيما يتعلق بالملف الايراني ومايمکن أن ينتظر من دور لمجاهدي خلق في إيران مابعد النظام الحالي.

زيارة بنس التي شهدت تغطية إعلامية دولية واسعة النطاق ولاسيما وإنها تأتي أيضا في وقت تمر في المحادثات النووية الدولية مع النظام الايراني بمرحلة صعبة جدا وإن الرهان على فشلها قد أصبح هو السائد، فإن ذلك يعني المزيد من التأزم في العلاقات الامريکية ـ الايرانية وإحتمال اللجوء الى خيارات أخرى غير المحادثات، ولذلك فقد قامت وسائل الاعلام العالمية بالربط بين ذلك وبين زيارة بنس لأشرف 3 ودعوته من هناك إدارة الرئيس بايدن لترك التفاوض مع النظام الايراني وتأکيده على إن خطة مريم رجوي ذات العشرة بنود، تضمن حرية كل إيراني.

بنس الذي وصف أشرف 3 بأنه”بيت الأمل لإيران حرة وديمقراطية” وأضاف وهو يعلن دعم وتإييد الامريکيين لمجاهدي خلق قائلا: “أستطيع أن أقول على وجه اليقين إن الشعب الأمريكي يدعم هدفكم بإقامة جمهورية إيرانية علمانية وديمقراطية وغير نووية تستمد قوتها العادلة من موافقة الشعب”. والملفت للنظر إن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، قد أکدت من جانبها في خطابها أمام بنس بأن المقاومة الإيرانية هي خارطة طريق الحرية والديمقراطية، وأشارت رجوي في جانب آخر من کلمتها الى المقاومة الايرانية کبديل قائم للنظام الايراني بقولها:” هذا البديل بسبب تمسكه بمبدأ الفصل بين الدين والدولة، لديه خارطة طريق لإيران نحو الديمقراطية ودحض ظاهرة التطرف الإسلامي في جميع أنحاء المنطقة.”

زيارة بنس للآلاف من أعضاء مجاهدي خلق في أشرف 3، يمکن إعتبارها أيضا تطورا واضحا في الموقف الامريکي بالمزيد من التقارب والدعم والتإييد لمجاهدي خلق وهو مايعني بأن الامريکيين صاروا مقتنعين بأن الدور الذي تقوم به مجاهدي خلق کمعارضة للنظام هو الدور الابرز والاقوى والاهم والاجدر بالدعم والتإييد.