صوت العراق – محمد حسين المياحي:
طوال ال45 عاما التي جرت على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن هذا النظام لم يکتفي بالممارسات القمعية التعسفية التي دأب على ممارستها ضد تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية منذ الايام الاولى لتأسيسه، بل إنه عزز ذلك إضافة الى تصديره للتترف والارهاب والتدخلات في دول المنطقة، بممارسة الکذب والخداع والتمويه ضد الشعب الايراني وشعوب المنطقة من أجل ضمان بقاء وإستمرار حکمه الاستبدادي وعدم سقوطه.
الکذب الذي مارسه هذا النظام متعدد الاوجه، فهو قد أطلق کذبته الاولى على لسان مٶسس النظام الخميني الذي وعد الشعب ببناء مساکن لهم وبتوزيع الاموال الواردة من بيع النفط عليهم وبالعيش الرغيد، ولکن ليس لم يتحقق ذلك بل وإن أوضاع الشعب المعيشية صارت أسوء من السابق بکثير حتى إنه قد صار 80% من الشعب في ظل هذا النظام يعيشون تحت خط الفقر والاکثر من ذلك إن هناك أعدادا کبيرة جدا من أبناء الشعب الايراني ممن لايجدون مايسدون به أودهم.
الکذبة الثانية کانت نصرة الشعوب”المستضعفة” أي الخاضعة للنظم الدکتاتورية وتحريرها منها، ولکن الذي جرى ويجري عکس ذلك تماما وخصوصا بعد الذي جرى في سوريا عندما وقف النظام الايراني بکل قوته الى جانب النظام الدکتاتوري السوري بقيادة قاتل الشعب السوري المجرم بشار الاسد، کما إن الکذبة الثالثة کانت بخصوص دعوته لوحدة الامة الاسلامية، لکنه وبدلا من أن يحقق ذلك قام وبصورة واضحة ببث النعرات الطائفية والدينية وجعل بلدان المنطقة تخوض في وحل هذه النعرات والفتن الطائفية.
الکذبة الرابعـة لهذا النظام، تجلت في عزمه على فناء اسرائيل وتحرير القدس وکامل التراب الفلسطيني، ولکن وبعد 45 عاما تبين بأنه کاذب تماما ولم يقم بأي عمل أو نشاط يخدم القضية الفلسطينية ويلحق ضررا بإسرائيل وإنما على العکس من ذلك فهو أحدث أکبر شرخ في الصف الفلسطيني کما ساهم بإندلاع حروب لايوجد من مستفيد حقيقي منها سوى اسرائيل.
الکذبة الخامسة التي أطلقها ويصر عليها هي إن منظمة مجاهدي خلق إرهابية، في الوقت الذي صار العالم کله يعرف بأن هذا النظام هو مرکز وبٶرة الارهاب في العالم کله ويکفي أن نشير الى أذرعه الارهابية في بلدان المنطقة وماأثارته وتثيره من مشاکل وحروب وأزمات وفتن.
ولو بقينا نعد في الکذبات التي أطلقها ويطلقها هذا النظام، فإننا بحاجة الى کتب وليس الى مجرد مقالة، ذلك إن هذا النظام وطوال ال45 عاما المنصرمة کان بمثابة ماکنة أکاذيب وخدع عملت وتعمل ليل نهار من دون إنقطاع حتى إنه يمکننا القول من إنه حقا نظام يعيش على الکذب والخداع.