دنيا الوطن – أحمد غفار أحمد: بعد النشاطين الارهابيين ضد ناقلتي نفط في بحر عمان وکذلك الهجوم على مطار أبها السعودي، فإن الذي يلفت النظر کثيرا هو إن هناك إجماعا ضمنيا على توجيه أصابع الاتهام لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بوقوفها خلف تلك الحوادث وإنها مسٶولة عنه، فمن المهم جدا القول بأنه ليس هناك بأي جديد بل إنه ماقد دأب عليه هذا النظام من نهج واسلوب”قتل القتيل والمشي في جنازته”،
سوى إن النظام الايراني لم يکن تحت الانظار سابقا کما هو عليه الان، ولأنه قد تعود على الارهاب کاسلوب ونمط يتبعه ولايمکنه التخلي عنه فقد کان منتظرا منه وکما أکدنا في مقالات سابقة أن يبادر الى إرتکاب أعمال ونشاطات إرهابية من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار في سبيل توسيع دائرة التوتر على أمل أن يجد له مخرجا من ورطته العويصة.
النظام الايراني الذي يعتبر وبسبب من سياساته ونهجه المشبوه القائم على تصدير التطرف والارهاب، هو من أوصل الاوضاع في المنطقة الى المنعطف الخطير الحالي وهو من يقوم بدفعها وبخطى سريعة نحو المزيد والمزيد من التوتر خصوصا بعد أن صار يعلم جيدا بأن کل الطرق مغلقة بوجهه وإن الازمة التي يواجهها والتي تشمل کل الجوانب، ليست کالازمات السابقة، بل إنها أزمة لايمکن حلها بالهروب للأمام أو بأنصاف الحلول، وإنما هي أزمة أشبه ماتکون بمرض”الغانغرينا”، فهو يجتاح کيان النظام ويردي به ولذلك فإنه يحاول القيام بنشاطات وأعمال خرقاء تمهد لمحرقة کبيرة يمکن له أن ينجو من خلالها، فهو بعد أن أدرك بأن وضعه ميئوس منه فهو يريد أن يجعل الجميع يعانون مايعانيه ويتصور بأن بإمکانه تفجير المنطقة، لکن فاته إن العالم يقف له بالمرصاد إذ أن أمره صار مکشوفا ولامجال للتغطية عليه، رغم إن النظام ومع قيامه بالاعمال والنشاطات الارهابية فإنه في نفس الوقت يتبع تکتيکا من أجل الإيحاء بأن لاعلاقة له بتلك الاعمال والنشاطات.
هذا النظام الذي سبق وإن وصفته المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق بأنه نظام متمرس في التطرف والارهاب ومن المستحيل عليه التخلي عن ذلك لأنه يعني نهايته، وإن إستهدافه لناقلتي النفط في بحر عمان وإستهدافه لمطار أبها السعودي، لن تکون آخر نشاطاته الارهابية کما إن مزاعمه ببرائته من تلك الهجمات لم يعد العالم ينظر إليها ويهتم بها فقد صار کل شئ واضحا ولاسيما بعد أن صار جليا للقاصي قبل الداني إن النظام يواجه رفضا داخليا غير مسبوقا ودور وحضور غير عادي للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق ضده وإن النضال من أجل إسقاطه مستمر بلا هوادة ولأن النظام يعلم ذلك فإنه يسعى من أجل تعکير الاجواء وخلط الاوراق وهي برأينا مهمة مستحيلة ولن يتوفق بها أبدا.