الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
الضجة المفتعلة التي صار نظام الملالي يتمسك بها خلال الشهرين الاخيرين ويسعى من خلالها لإظهار نفسه بوضع لايمکن التأثير عليه ولاسيما عندما يوحي من خلال تصرفاته ومخططاته وتهريجات قادته ومسٶوليه بأنه قد أصبح رقما صعبا ليس على صعيد إيران فقط بل وحتى على صعيد المنطقة والعالم أيضا. هذه الضجة لو سعينا للبحث والتمحيص فيها وسبر غورها بدقة، لوجدنا إن هناك مايدفع النظام للقيام بهکذا ضجة والاستمرار فيها.
السبب الاول لهذه الضجة المفتعلة للنظام الايراني وتخرصات قادته ومسٶوليه هو إنتفاضة 16 سبتمبر التي إستمرت لستة أشهر وهزت عرش الطاغية الدکتاتور خامنئي بقوة مما جعلت العالم يرى بعينه إن الشعب الايراني ليس کما يصوره النظام بل هو على العکس من ذلك تماما وهو ليس يريد إسقاط النظام فقط بل وحتى يصر على ذلك إصرارا شديدا.
السبب الثاني؛ الدور والتأثير الکبير للمقاومة الايرانية وقوتها الاولى مجاهدي خلق في الاوضاع في داخل إيران ومن إنها تشکل أکبر قوة ضغط وتأثير مباشر على النظام وهذا هو الامر الذي إعترف به النظام بکل صراحة خلال الانتفاضات الثلاثة الاخيرة، خصوصا وإن إسقاط النظام الذي هو شعار أساسي للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، قدأصبح شعار للشعب الايراني وهو يعني إن العلاقة بين الشعب الايراني وبين المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق قد تجاوزت الخط الاحمر الذي حدده النظام.
السبب الثالث؛ دور وتأثير المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في تحشيد الموقف الدولي والرأي العام العالمي ضد النظام وهو الامر الذي صار النظام ليس يقلق منه بل وحتى يتخوف منه کثيرا ولاسيما وإن هذا الامر صار يمکن لمسه في إظهارات الرأي حيث يعتبر النظام الايراني أکثر نظام مکروه في العالم.
هذه الاسباب الثلاثة لو تمعننا فيها لوجدنا إنها تعطي إنطباعا کاملا بأن النظام قد وصل فعلا الى الخط الاخير وإنه يواجه أزمة حادة لايمکن أبدا حلها إلا برحيله أو سقوطه، وهذا ماجعل النظام يصاب بذعر شديد ويبدأ بالعمل من أجل إظهار نفسه في موقف ووضع قوي ومن إنه يمسك بزمام الامور بکل قوة، لکن الملفت للنظر والمثير للسخرية إنه وفي هذا الوقت بالذات تصدر إعترافات تشير الى الاوضاع المزرية للنظام والتي باتت تتجاوز الحدود وتٶکد على إن النظام يسير في طريق وعر لاعودة منه کما قال عضو برلمان النظام نوري قزلجة أن الحديث عن السيطرة على التضخم، ونشر احصائيات بهذا الخصوص، من نسيج خيال الحكومة، مشيرا الى ان نسبة التضخم بلغت 120٪ ولا تعترف الحكومة الا بـ 40٪، ومؤكدا على ان اللعب بالأرقام لا يخفى عن الناس، الذين يتسوقون يوميا.