N. C. R. I : منذ عام 2016، ومع إسدال الستار على عهد الرئيس الامريکي السابق باراك أوباما وبدأ عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، فإن النظام الايراني وجد نفسه في خضم الدخول في غمار مرحلة خاصة متميزة ومختلفة عن کل المراحل السابقة التي مرت به منذ أن فرض نفسه کغيمة سوداء لاتمطر سوى النکبات والمصائب والمآسي على الشعب الايراني وشعوب المنطقة،
وقد رأى النظام بأن هذه المرحلة تختلف عن المراحل السابقة إختلافا غير مسبوقا هو إنه ولأول مرة لايجد النظام الايراني الطرف الآخر مستعدا للتفاوض معه وفق الاساليب والطرق الملتوية والمخادعة التي يتبعها، والانکى من ذلك إن إدارة ترامب قد ألتزمت بأسلوب تعامل مع هذا النظام إتجه نحو جعل الحزم والصرامة أساسا له، ومع إن نظام الملالي حاول بمختلف الطرق أن يفتح ثغرة في جدار هذا الاسلوب بل إن الخناق کان يضيق على عنقه أکثر فأکثر کلما مر الزمن.
هذا العهد الصادم الذي جعل النظام ينحصر في زاوية ضيقة ويظهر على حقيقة أمره من حيث کونه کان يعتمد دائما الى العامل الخارجي لکي يقف على قدميه ويواصل قمعه للشعب والحد من التأثير الکبير للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق على مسار الاوضاع والتطورات وعرقلتها، خصوصا وإننا يجب أن لاننسى بأن هذا النظام قد قام بممارسة الکذب والخداع مع البلدان الغربية وقلب الحقائق وتشويهها وحتى إن إدراج مجاهدي خلق لقرابة 15 عاما في قائمة المنظمات الارهابية کان أفضل نموذج على الطريق الخاطئ الذي مشت فيه البلدان الغربية من حيث التعامل مع القضية الايرانية إذ کان ذلك لصالح النظام وضد نضال الشعب والمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق من أجل الحرية والتغيير، ولکن خلال عهد ترامب إنقلب سحر النظام الدجال على نفسه ولأن المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق وجد إن السياسة الامريکية إتبعت لأول مرة سياسة غير منحازة للنظام الايراني فإنها إستفادت من ذلك وإستثمرته من أجل نضالها في سبيل حرية الشعب الايراني وإسقاط النظام، وإن الحديث عن المکاسب والانتصارات السياسية التي حققتها المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق منذ عام 2016 ولحد الان وتزايد دورها وحضورها في داخل وخارج إيران وبروزها کقوة تغيير فاعلة ومٶثرة على الساحة الايرانية وفي مقابل ذلك الهزائم والانتکاسات السياسية للنظام، فإن المجتمع الدولي صار ينتبه رويدا رويدا الى إن ماقد دأبت على طرحه السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والتأکيد من إن هذا النظام يمثل خطرا وتهديدا على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم لأنه بٶرة التطرف والارهاب الاساسية في العالم کله.
خلال فترة التغيير النسبي في السياسة الامريکية تجاه النظام الايراني فإن منظمة مجاهدي خلق ومن خلال الاستفادة النوعية من هذه الفرصة فقد بادرت الى مضاعفة نضالها والذي أثمر عن إندلاع إنتفاضتين شجاعتين للشعب الايراني ضد النظام في 28 ديسمبر/کانون الاول2017 وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، وکانتا وبإعتراف النظام نفسه بقيادة المنظمة، وحتى إن الاصداء والانعکاسات الدولية والداخلية للإنتفاضة الاخيرة والدور الفعال للمنظمة والمقاومة الايرانية في ذلك، قد إنعکس سلبا على النظام بعد أن وجد نفسه أمام سلسلة من الادانات الدولية المتتالية وغير المسبوقة من نوعها، وإن إرسال الارهابي قاسم سليماني الى الجحيم بمعية عميل النظام المجرم أبو مهدي المهندس، قد جاء ليرهق کاهل النظام أکثر ويدفعه بقوة أکبر نحو مفترق تقود کل الطرق فيها الى هاوية السقوط!