Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

قمع الشعوب ليس حلا وخلاصا للأنظمة الدکتاتورية من السقوط

قمع الشعوب ليس حلا وخلاصا للأنظمة الدکتاتورية من السقوط

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

أهم هدف تحرص عليه الانظمة الدکتاتورية هو جعل مصلحة هذه الانظمة فوق کل الاعتبارات الاخرى، ولهذا فإنها ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تضع أقصى مابوسعها من إمکانيات في تقوية وتعزيز بنيتها البوليسية ومواجهة أي نشاط معاد بکل قسوة ودموية، وهذا ماقد لمسه الشعب الايراني من نظام الشاه المباد وشرطته السرية”السافاك” سيئة الصيت، ومايلمسه منذ ال44 عاما المنصرمة من الاجهزة القمعية لنظام ولاية الفقيه وبشکل خاص جهاز الحرس الثوري المعروف ببطشه وقسوته المفرطة التي لاحدود لها، مع ملاحظة إن النظام الحالي قد فاق في ممارساته القمعية کل الانظمة الدکتاتورية في العصر الحديث إذ تمادى فيها کثيرا بحيث لانظير لها إلا في العصور الوسطى فقط!
الانظمة الدکتاتورية عموما ونظام ولاية الفقيه، يجدون في الممارسات القمعية ومصادرة الحريات وفرض أجوء الخوف والرعب سبيلا لبقائهم وإستمرارهم بل وهم يجدون فيها حلا وخلاصا لهم من السقوط ومن نوائب الدهر، لکننا وعندما نراجع تجربة نظام الشاه وتجربة 44 عاما من الحکم القمعي لنظام ولاية الفقيه نجد إن هکذا تعويل وإعتماد مفرط على الممارسات القمعية والاساليب البوليسية ليس تحقق هدف النظام وغايته بقدر ماتحفر له قبره.
الاجواء البوليسية التي فرضها النظام الايراني على الشعب الايراني کانت تهدف الى تحقيق هدفين مهمين واستراتيجيين بالنسبة له؛ الاول جعل الشعب يبتعد عن أية نشاطات معادية للنظام والثاني، أن ينأى بنفسه عن منظمة مجاهدي خلق خصوصا وإنه قد قام بحملات فکريـة وسياسية وأمنية ضد المنظمة من أجل حرف وتزييف تأريخها وماضيها النضالي من أجل حرية الشعب الايراني، والنظام سعى من أجل هذا الهدف لأن المنظمة کان لها الدور المحوري في التمهيد لإسقاط نظام الشاه والمساهمة بذلك بکل فعالية، لکننا نتساءل إنه وبعد 44 عاما من دأب النظام وعمله من أجل هذين الهدفين، هل إنه قد نجح في ذلك؟
قطعا لم يتمکن من تحقيق أي من الهدفين وإنما حدث العکس، فقد إزدادت النشاطات والتحرکات المعادية للنظام أکثر مما کان في عهد الشاه المباد، کما إنه ليس لم يفلح في جعل الشعب ينأى بنفسه عن مجاهدي خلق بل إن العلاقة بينهما قد ترسخت أکثر من أي وقت مضى وإن المنظمة قد صارت أکبر وأقوى قوة سياسية معارضة في إيران وإضافة الى دورها وتأثيرها الداخلي فقد أصبح لها دورا وحضورا يشار له بالبنان على الصعيد الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى