Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

مامعنى هذا التناقض؟

مامعنى هذا التناقض؟

بحزاني – محمد حسين المياحي
من أهم مايتميز به القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، شغفهم غير العادي بالمبررات والمعاذير التي يتذرعون ويتحججون بها من أجل التغطية على أخطائهم وإنتهاکاتهم وتقصيرهم، وهم يبحثون دائما عن شماعة من أجل أن يعلقوا عليها فشلهم وإخفاقهم وعدم تمکنهم من تلبية إحتياجات الشعب الايراني، وهذا الامر يتوضح يوما بعد يوم أکثر فأکثر بحيث صار واضحا بأن هذا النظام وعوضا عن أن يعمل مابوسعه من أجل إيجاد بدائل أخرى لحالات العجز والتقصير فإنه يصر على التمسك بالتحجج بالاعذار والشماعات التي يعلق عليها أسباب تقصيره.

بعد أن وافقت منظمة الصحة العالمية على لقاح كوفيد 19، وصارت حکومات البلدان تتسابق من أجل توفيره لشعوبها وتلقيحهم وحتى إنه قد تم تطعيم الالاف من الاشخاص خلال الايام الماضية، لکن لايبدو إن الحال في إيران يجري کما هو في البلدان الاخرى، إذ أن قادة النظام الايراني يقدمون الحجج والتبريرات لعدم إستيراد اللقاح وعلى سبيل المثال فإن روحاني الذي وجد في شماعة الولايات المتحدة الامريکية خير مبرر وعذر لذلك قال بأن:”أموال اللقاح جاهزة، وإرادتها موجودة، وصدر الأمر ولكن أمريكا هي العقبة!” في حين زعم همتي رئيس البنك المرکزي بأن العقوبات الأمريكية لا تسمح بنقل الأموال وشراء اللقاحات عن طريق كوفاكس! لکن الذي أثار السخرية والاستهزاء هو إن مبادرة كوفاكس في منظمة الصحة العالمية لتوزيع اللقاحات ردت في الفور قائلة: إن النظام الإيراني لا يواجه أي عقبات قانونية من الولايات المتحدة لشراء اللقاح! وإن هذا التناقض يدل على إن في جعبة النظام الايراني الکثير من الحقائق المهمة التي يتم إخفائها عن الشعب الايراني لسبب وآخر.

الامر الذي يفضح النظام الايراني أکثر ويجعله في موقف المدان هو إن صحيفة “أفتاب يزد” الحكومية نشرت في 15 كانون الأول / ديسمبر، قد أماطت اللثام عن حقيقة تدين وتفضح کذب وخداع النظام في تعامله مع الشعب الايراني فيما يخص ويتعلق بجائحة کورونا عندما کتبت قائلة: “بخصوص لقاح كورونا أعلن (المسؤولون) أنه لا يمكن استيراد لقاحات أجنبية، لكننا نرى أن لقاح كورونا من دول (مستوردة) مرموقة يتم تمريره بين النخبة الخاصة وأبناء الذوات والمسؤولين! ” وهذا مايکشف النقاب عن إن الشعب الايراني هو آخر من يفکر به هذا النظام.

المصيبة والمأساة لاتقف عنف هذا الحد، بل إنها تتجاوزه عندما نعلم بأن هناك “مافيا أدووية” تابعة للحرس الثوري وهي تعمل من أجل منع إستيراد اللقاح المنتج من قبل شرکات عالمية لها صيتها وسمعتها وإعتبارها وذلك من أجل الترويج لما يسمى ب”القاح الداخلي” وذلك من أجل سرقة وإبتزاز أبناء الشعب الايراني حتى في ظل هکذا ظروف بالغة الخطورة، خصوصا إذا ماعلمنا بأن أغلبية شرکات تصنيع الادوية في إيران وتوزيعها تعود وبشکل أساسي للحرس الثوري، ومن هنا فإن الصورة تتوضح أکثر وينکشف حقيقة إن النظام الذي يتاجر بالدين مستعد أيضا للمتاجرة بشعبه من أجل تحقيق مصالحه الضيقة!

زر الذهاب إلى الأعلى