الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لئن کانت الاوضاع الوخيمة السائدة تربك النظام الايراني وتزعجه الى أبعد حد، إلا إن نشاطات شباب الانتفاضة التي تعاظمت بشکل ملفت للنظر أثناء وبعد الانتفاضة الاخيرة، هذه النشاطات التي تشمل معظم مناطق إيران وهي من القوة بحيث بات من الصعب جدا على النظام مواجهتها والحد منها من جهة، والتغطية والتستر عليها من جهة أخرى.
شباب الانتفاضة، قوة شعبية منبثقة من داخل الشعب الايراني وتضم بين صفوفها الشباب الايراني الغيور المٶمن بإستحالة الاطمئان على الشعب الايراني وعلى مستقبل أجياله مع بقاء هذا النظام ولذلك يجب مواصلة النضال والمواجهة ضده حتى إسقاطه إذ من دون إسقاطه فإنه يستحيل أن يکون هناك أي مستقبل زاهر للشعب الايراني.
المراکز والمقرات والاماکن التي يهاجمها هي على الاغلب حساسة ومهمة وتمس العصب الرئيسي للنظام، ولاسيما مقرات الحرس الثوري وقواعد الباسيج والمقرات الامنية، ناهيك عن تدمير وإحراق النصب والصور والجداريات التي تمجد النظام وتشيد به، وخلال شهر مايو/أيار المنصرم، شهدت مدن عديدة في إيران عمليات هجومية قام بها شباب الانتفاضة وإستهدفت مقرات للحرس الثوري والباسيج في طهران وإصفهان وکرمانشاه ويزد وکرج وبوشهر وآبدانان وکارزون وغيرها.
هذه الهجمات التي يحاول النظام من خلال أجهزته القمعية إيقافها أو الحد منها، لکنها ومع کل تلك الاستعدادات والاحتياطات الامنية فإن شباب الانتفاضة ومن خلال الاساليب والتکتيکات غير العادية التي يقومون بها، فإنهم يجعلون النظام وقواته الامنية تشعر بالخيبة والاحباط، خصوصا عندما تکون أغلب الضربات المميتة لهم موجهة للمراکز والمقار الامنية، وهذا مايجعل النظام يشعر بنوع من العجز لأنه يدرك ويعي جيدا بأن واحدا من أهم أسباب إستمرار نشاطات شباب الانتفاضة وعدم توقفها وعدم التمکن من السيطرة عليها وإنهائها، هي لأنها مسنودة ومٶيدة بالشعب الايراني.
نشاطات شباب الانتفاضة وبشکل بعد إنتفاضة سبتمبر، تعتبر أکبر ضربة وأکبر إنتکاسة للنظام الذي يزعم بأن قد جعل الامن والاستقرار يستتب، کما إن هذه النشاطات تعتبر أيضا أکبر دعم معنوي للشعب الايراني بحيث يحفزه أکثر فأکثر على الوقوف بوجه النظام القرووسطائي وممارساته القمعية، والاهم من ذلك إن الاوضاع الوخيمة القائمة وعدم تمکن النظام من إيجاد أية حلول ومعالجات لها، تجعل لنشاطات شباب الانتفاضة صوتا وصدى أکبر کما إن يعمل أيضا على تسخين الاجواء وتمهيد الارضية مجددا لإندلاع إنتفاضة شعبية عارمة بوجه النظام مع ملاحظة إن القادة والمسٶولين في النظام صاروا يشعرون بذلك ولذلك فهم يحذرون منه ويطالبون بالعمل من أجل الحيلولة دون ذلك.