حدیث الیوم – سعاد عزيز:
عند التدقيق في مسألة التغيير في إيران والذي ترکز عليه منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية وترى إن تحقيقه يتم عبر إسقاط النظام لأنه يرفض التغيير من کل النواحي ويعتبره بمثابة مٶامرة ومخطط خارجي وماإليه من کلام مثير للتهکم، فإننا نجد بأن التغيير في إيران ليس مجرد مطلب لشعب عانى ويعاني من ديکتاتورية دينية قمعية فقط بل وإنه بمثابة المفتاح الذي يجد حلا حاسما لمعظم الامور العالقة والاشکاليات القائمة بسبب نهج وسياسة النظام الايراني.
مايلفت النظر أکثر، إن المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق عندما تتحدث عن موضوع إسقاط النظام، فإنها ترى فيه حلا جذريا لکل الاوضاع السلبية القائمة في إيران وکذلك الاشکاليات العالقة بسبب من سياسات ونهج النظام، وهذه حقيقة معروفة للجميع ولکن النظام ولکونه يعرف ذلك حقا، فإنه يسعى للتمويه عليه ويدفع لوبيه وأذنابه وعملائه للحديث عن أمور وقضايا أخرى نظير إن الاتفاق مع هذا النظام والاستجابة والتناغم معه أفضل من المواجهة معه أو رفض الاتفاق معه ولاسيما وإن لوبيه دأب على التأکيد على إن المواجهة مع هذا النظام وإسقاطه من شأنه أن تحدث فوضى في المنطقة وفراغ سياسي في إيران، ومن دون شك فإن مايزعمه النظام هو محض کذب وإفتراء خصوصا من حيث الحديث عن حدوث فراغ سياسي في إيران، إذ أن هناك المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يمثل قوة سياسية کبيرة تضم في صفوفها ممثلين عن مختلف شرائح وأطياف الشعب الايراني وقد أثبت هذا المجلس دوره وحضوره في داخل وخارج إيران ولاسيما وإن السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، تجسد أملا للشعب الايراني کله ويشار لها بالبنان على المستوى الدولي کقائدة إيران مابعد النظام الحالي.
النشاطات الاخيرة للمقاومة الايرانية ولاسيما من حيث عقدها لمٶتمرات دولية وکذلك فعاليات سياسية مختلفة، سلطت الاضواء مرة أخرى على مسألة التغيير الحقيقي في إيران حيث إنه وبموجب مراجعة التجارب السابقة للمجتمع الدولي مع هذا النظام وطوال ال42 عاما الماضية قد أکدت بإستحالة حدوث أي إصلاح أو تغيير في إيران من داخل النظام لأنه قد أثبت نظريا وعمليا بأنه نظام منغلق على نفسه ومتمسك بجملة أفکار ومبادئ لامنح أي مجال أو فرصة للطرف الآخر، ولذلك فإنهم جميعا متفقون مع المقاومة الايرانية بصورة وأخرى بأنه ليس هناك من طريق أو سبيل للتغيير في إيران إلا بإسقاط النظام وتغيره.
إسقاط النظام مهمة وإن کانت في الاساس تقع على عاتق المقاومة الايرانية والشعب الايراني، ولکن ذلك لايمکن أبدا أن يمنع بلدان المنطقة والعالم من دعم ومساندة نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام، ولاسيما وإن إسقاط النظام وتغييره جذريا کفيل بإنهاء کافة الاخطار والتحديات التي تحدق بهم من جانب هذا النظام، ولذلك فإن خيار التغيير في إيران ضرورة ملحة وليس بإمکان أحد أن يثبت عکس ذلك.