Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

الشعب الايراني يقف صفا واحدا بوجه النظام القمعي

الشعب الايراني يقف صفا واحدا بوجه النظام القمعي

بحزاني – منى سالم الجبوري:
طوال التأريخ، هناك الکثير من الاحداث والقضايا التي يمکن إستشفاف الکثير من الدروس والعبر منها، ولاسيما تلك المتعلقة بالشعوب والنظم الدکتاتورية، فهناك فترات تکون الشعوب فيها في حالة هادئة نسبيا لأسباب مختلفة من حيث خضوعها للأنظمة الاستبدادية، ولکن هناك أيضا فترات تستعيد فيها الشعوب رباطة جأشها وتقف على قدميها لتتحدى أنظمتها القمعية وتجهز عليها لتجعلها عبرة للتأريخ، کما حدثت في الثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الايرانية التي حرفت عن مسارها وعادت الديکتاتورية لتحکم إيران تحت غطاء الدين.

التطور والتقدم الانساني وزيادة وعي الشعوب، جعلت من النظم الديکتاتورية حالة مرفوضة ولايمکن التعايش معها، خصوصا عندما تجعل هذه الانظمة شعوبها في خدمة مخططاتها وأهدافها الخاصة المتقاطعة مع مصالح شعوبها، ولاغرو من إن تآکل النظم الديکتاتورية وسيرها نحو الانقراض حتمية تأريخية وحضارية في نفس الوقت لايمکن أبدا الوقوف بوجهها، إذ إن هذه الانظمة صارت إستثناءا وصار إرادة الشعوب وحرياتها هي القاعدة والاساس.

صحيح أن هناك فترات أثناء نهضة وإنتفاضة الشعوب بوجه الانظمة القمعية، أن تتمکن الاخيرة بفعل نهجها وتعاملها الوحشي الدموي مع المنتفضين أن تخبو أو تهدأ الانتفاضة قليلا أو لفترة معينة، ولکنها سرعان ماتعود، خصوصا في هذا العصر الذي تم فيه إختصار المسافات والزمن وصار العالم کله أشبه بالقرية فمن الصعب جدا أن يجبر شعب على البقاء خاضعا لنير الديکتاتورية کما في الحالة السورية والحالة الايرانية، ولعل ماجرى في الانتفاضة الاخيرة للشعب الايراني من أحداث وتطورات، تؤکد للعالم کله من إنه لايمکن أبدا إخضاع الشعوب وإسکاتها، وإن نظاما إستبداديا فريدا من نوعه کنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يقف اليوم على برکان من السخط والغضب الذي إنفجر بوجهه في 16 سبتمبر2022، وإن تظاهره بأنه قد أخمد الانتفاضة أو سيطر عليها إنما هو من أضغاث أحلام ولاسيما بعد أن تجاوزت الانتفاضة المذکورة کل الخطوط والحدود العرقية والطائفية والدينية وأکدت بأن الشعب الايراني بمختلف شرائحه ومکوناته يقف صفا واحدا بوجه النظام الاستبدادي الحاکم ويريد إسقاطه وإن فسقاط هذا النظام هو بمثابة الحل الوحيد لکافة الاوضاع السلبية التي يعاني منها الشعب، وإن الذي يبدو واضحا وجليا هو إن الاوضاع في إيران تسير حاليا بهذا الاتجاه لأن المتغيرات التي طرأت على الساحة الداخلية وعلى الصعيد الدولي تٶکد کلها بأن مستقبل النظام الايراني قد صار على کف عفريت، وإن مساعيه المحمومة التي يقوم بها حاليا من أجل تدارك أوضاعه والحيلولة دون تفاقمها، إنما هي مساع خائبة لأن الامور قد تعدت الحدود التي کان النظام قد وضعها لذلك وإن إعادة عقارب الساعة الى الوراء وتغيير المعادلة هو المستحيل بعينه.

زر الذهاب إلى الأعلى