Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آخر الانباء عن إيران

شبكات التجسس الإيراني… الملف المفتوح

النظام الايراني الآيل للسقوط لا يختلف أبدا عن نظيره العراقي البائد فالروح العدوانية واحدة
السياسة الكويتة – داود البصري:يبدو أن الصراع الداخلي المحتدم في إيران بين رفاق الأمس وخصوم اليوم من قادة النظام الإيراني الذي يواجه اليوم هزات أمنية ومستقبلية خطيرة للغاية, سيكون مدخلا مهما لكشف وتعرية المزيد من الفضائح الاستخبارية والنشاطات الإرهابية في الدول العربية تحديدا والتي كانت هدفا مباشرا لسياسة وخطة تصدير الثورة الإيرانية , وهي خطة ستراتيجية وطموحة للغاية تمثل الهدف المركزي والمقدس للنظام الديني القائم في إيران والتي من أجلها دخل النظام الإيراني في حروب إقليمية مهمة وكبيرة

واستنزف خلالها أموالا هائلة صرفت على المجاميع والجماعات التي احتضنها النظام الإيراني وخصوصا في كل من العراق ولبنان من دون تجاهل الجهود الحثيثة لبناء الخلايا السرية والعقائدية في منطقة الخليج العربي وتحديدا في المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وخصوصا حيث للنظام الإيراني أهدافه الطموحة وخططه الكبيرة والواسعة, لقد نجح النظام الإيراني بالفعل في إستثمار علاقات التخادم والتبشير والبناء الحركي والتنظيمي في العراق وخصوصا حيث تغيرت الصورة السياسية للإقليم بشكل استثنائي وغريب في صيرورته وتحوله, فجميع القوى السياسية الدينية والطائفية في العراق والتي بناها النظام الإيراني وصرف عليها وبعضها أنشأه من العدم قد استطاعت بفعل انقلاب الرياح الدولية أن تتحول الى قوة حاكمة و مؤثرة في العراق بعد الإحتلال الأميركي عام 2003 وهو نجاح لم يكن يتصور أي مراقب أن يحدث ولو في الأحلام, و لكنه قد حدث على أي حال وها هو العراق قد تحول دراماتيكيا من كيان مقاوم للنفوذ الإيراني منذ العهد الملكي إلى كيان ضعيف مهزوز و مشتت يلتمس الحلول والأمان, وحتى التيار الكهربائي من إيران التي استطاعت احتوائه بالكامل إلى الدرجة التي جعلت رئيس النظام الإيراني أحمدي نجاد لا يتردد أو يخجل أبدا من الحديث عن إستعداد إيراني لملء الفراغ الذي سيحدث في العراق بعد الإنسحاب الاميركي المقبل وهو ما يعني بلغة الستراتيجية النهاية الحقيقية للعراق العربي الذي عرفناه منذ مطلع القرن الماضي, لذلك فإن الخطط الإيرانية الطموحة كانت دائما وابدا تنزع صوب الهيمنة المباشرة على القرار الخليجي وعلى محاولة إحداث قلاقل داخلية في دول الخليج لتسهل للأيديولوجيا الإيرانية أن تأخذ راحتها وتتمدد ما من شأنه أن يحقق قفزة نوعية إنتظارا لمتغيرات دولية محتملة! خصوصا وإن النظام الإيراني يمتاز بخبث تاريخي متأصل وموروث في انتظار الفرص وقطف التفاح الناضج. وشبكات التجسس الإيرانية في الخليج العربي هي من باب تحصيل حاصل لأن خلايا الحرس الثوري منتشرة طوليا وعرضيا في الإقليم الخليجي الذي يعتبره النظام الإيراني بمثابة المجال الحيوي والستراتيجي للنفوذ الإيراني , كما أن مداخل النظام الإيراني في التسلل والتمدد وتجنيد الأنصار والمحازبين هي مداخل معروفة ومشخصة جيدا من أجهزة الأمن الخليجية ولكن للاعتبارات الدينية و الطائفية دورها الكبير في منع نشر الكثير من الحقائق المعروفة أصلا , الوجود الإستخباري الإيراني لم يعد أبدا سرا مكينا أو مغلفا بأسوار الغموض, إنه واضح وضوح الشمس في رابعة النهار والوجوه التي تنطق بالدعاء والنصرة والتبعية والولاء العلني للنظام الإيراني هي سافرة ومعروفة للجميع ولا تحرص أبدا على السرية والكتمان! وتلك من غرائب الأمور, وملفات الصراع التاريخية في المنطقة الخليجية تؤكد ان الإيرانيين في حالة جاهزية استخبارية وعسكرية كاملة لتدمير واجتياح المنطقة في الوقت الذي يرغبون فيه بذلك ولكنهم قد تجاهلوا حقيقة أن شعوب المنطقة بأسرها لا يمكن أبدا أن تسكت على ضيم أو أن تخضع لمستبد, لقد كانت للتجربة الشعبية الكويتية في مقاومة الإحتلال العسكري العراقي عام 1990 درسا واضحا لمن لايفهم وهو درس سطرته سطور التاريخ الكفاحي للشعوب, و النظام الإيراني الآيل للسقوط لا يختلف أبدا عن نظيره العراقي البائد, فالروح العدوانية والأطماع والطموحات الإقليمية واحدة وإن إختلفت الهوية الآيديولوجية ولكن ما يجمعهما هو الروح الفاشية, والفاشيون هم دائما وأبدا في مزبلة التاريخ.. تلك هي الحقيقة الوحيدة.
* كاتب عراقي

زر الذهاب إلى الأعلى