Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

مجاهدي خلق و اختراق القلوب

اشرف 3
کاتب:موسى أفشار
المؤتمر العالمي من أجل إيران حرة 2020
عدو ینزف دماً، لکنه صلب لا یهزم

في الآونة الأخیرة، عندما یرید المسؤولون والوکلاء الحکومیون تحذير بعضهم البعض من حساسية الوضع الراهن، يذکرون عدواً تسلل إلى جمیع الأماکن والغرف واستولى على قلوب شباب البلاد.

هم لا يصرحون من هو هذا العدو وما هي طبيعته وماهیته؟ ما هي القوى والقدرات التي یمتلكها؟ وفي أي هیئة وعلی أي شاکلة دخل الساحة؟ وما هي إستراتيجياته وتكتيكاته في المعرکة وما حجم ونوع العتاد الذي یمتلکه لخوض المعرکة؟

نعم هم لا یذکرون أیاً من هذا، ولكن من حجم ذهولهم وخوفهم، يمكن معرفة أن عدواً ما يضغط على حناجرهم بقوة لکنهم لا يستطيعون دحره بسهولة، ولا يمكن لصواريخهم الباليستية وطائراتهم المسیرة أن تستهدفه، ولا یمکن لسحرهم وشعوذتهم الحد من قوته.

کما لا يمكنهم شراء هذا العدو واستمالته، لأنه ليس أهلاً للمعاملة والمساومة. هو لا يعرف التفاوض والتسامح والتنازل، إنما يقف بحزم وثبات کجبل شامخ ويرفض التراجع بمقدار ملليمتر واحد عن عناده. يقول هذا العدو اللدود: سأهلككم وأذرکم مهب الریح.

ما یثیر الدهشة في هذا العدو أنه یشفی ویستعید قواه ویصبح أکثر صلابة وتقدماً بعد کل رصاصة تخترق جسده وتصیبه بجروح نازفة. هو يجعل من جروحه دروعاً یدرء فیها الموت عن نفسه. قد اعتاد الألم، ولهذا فهو یبتسم باستمرار دون أن یتجهّم أو يعبس. وفي قاموسه لا معنی ولا مکان للفشل والهزیمة، لأنه یری أن كل هزيمة تبني جسراً للنصر.

من هو هذا العدو؟

یا تری من هذا العدو الذي یهابه کبار الدجالین والمنافقین المعممین بشدة وكأنه يمسك بیده قارورة زجاجیة تضم أرواحهم وحياتهم وبإمکانه کسرها متی شاء؟

من هذا العدو الذي جعل فرهاد بشيري، وهو عضو جدید في مجلس شوری الملالي، يهز أكتاف سكارى السلطة بخوف وذعر شدیدین وينهرهم ویصیح بهم قائلاً: «استيقظوا أيها السادة، من فضلكم انتبهوا علی الداخل، انتبهوا علی هؤلاء الشباب والناس في هذه الأیام»؟ (وکالة أنباء مجلس الشوری، 27 سبتمبر 2020).

من هذا العدو الذي أرغم الحرسي سلامي على الارتداع عن قول الترهات والخزعبلات والدعایة المطنطنة الکاذبة، والارتعاد والتقرفص خوفاً منه والتأوه من قدرته والقول: «العدو اليوم قد اقتحم بيوتنا وهاجم قلوب شبابنا»؟

من هذا العدو الذي أجبر المدعي العام، وهو جلاد قاسي القلب لا یعرف الرحمة ومعتاد علی الضرب والذبح والشنق والسلخ والجزّ والحزّ وسمل العینین، أن يقول مرتعباً:

«اليوم، تعمل أسلحة العدو في غرف کل منا وفي أطفالنا وفي مكاتبنا من أجل تحقيق أهدافه الشريرة، وبالتالي فإن هذه الحرب أصعب بكثير من الحرب العسكرية، وتتطلب اليقظة لمواجهتها. وبالطبع، المرشد الأعلى يقدم التحذيرات اللازمة» (وکالة إیلنا، 26 سبتمبر 2020).

من هذا العدو الذي أرعب “المرشد الأعلى”! وجعله يرتجف أكثر من خدمه وحشمه ومسؤولي بیته العنکبوتي، ویرتد فجأة إلی قضیة “الدفاع المقدس” و”عقلانيته” قائلاً:

«يحاول البعض اتهام الدفاع المقدس بالتهور من خلال الاستشهاد بخطأ ارتكب في مجموعة، بينما هذا الدفاع، منذ البداية أي منذ تعاون الجيش والحرس واختيار تكتيكات مبتكرة وشجاعة وأداء أعمال عظيمة ومذهلة في العملیات حتى نهاية الحرب واعتماد المعاهدة، كان كله قائم على العقلانية والحصافة» (وکالة تسنیم، 21 سبتمبر 2020).

لا بل یذهب الولي الفقیه بعیداً في سفسطته إلى حد اعتبار تجرع خمیني لسم وقف إطلاق النار والاعتراف بالخطأ، العقلانية نفسها.

من هو هذا العدو الذي …

أنا الغزال الذي من سرتي …

هذا العدو هو الذي يعمل علی “الأسس العقائدية” بحسب المعمم محمد جعفر منتظري. لأنه تحدى أسلوب التفکیر القروسطائي للملالي من خلال تقديم تفسير حیوي وديناميكي ومتسامح للإسلام.

هذا العدو هو الذي اصطدم به الملالي منذ أربعة عقود، وحولوا إيران كلها إلى سجن للقضاء علیه، وقطعوا رؤوس أتباعه وأنصاره لمدة 40 عاماً، وصلبوهم، وقطعوهم إلی أجزاء، وربطوهم بألواح التعذيب، وجلدوهم بالسوط حتی غرقوا بالدماء.

لقد حظروا أسمائهم حتى تذهب في طي النسيان إلى الأبد ولا يجرؤ أحد على ذكرها. ألقوا بجثامین المعدومین في حفر كبيرة ليلاً وغطوها بالتراب، وجرفوا قبورهم الجماعية بالجرافات ورصفوها وبنوا المنازل على عظامهم لإقصائهم من الوجود کلیاً وكأنهم لم يكونوا ولم يعشوا في هذا الوطن علی الإطلاق.

لکنهم لا يعلمون أن هذا العدو سينمو من جدید علی جذوع دمائه وسیخضر ويزدهر فوق شظایا عظامه.

قال: أنا الغزال الذي من أجل سرتي (غدة المسک)

أراق الصیاد دمي النقي

من قتلني من أجل جمالي الظاهري

ألا يعلم أن دمي لن یضیع وسیحیط به

الیوم کان عليّ والغد سیکون علیه

کیف یمکن أن یضیع دم شخص مثلي دون انتقام؟

المنطق الذي رُوّج بالقتل

هم في الحقیقة يواجهون عدواً هو البدیل والنقيض التاريخي لهم. لقد سمعوا التحذير أدناه من قبل لكنهم لم يصدقوه:

«هذا الذي يضحي بحياته وينتحر، هو مؤمن علی أي حال، كان علينا التخلص من هذا الفكر بطريقة ما من خلال التفكير، لم يكن لدينا أي شخص یتحدث بمنطق، تأخذونهم إلی المشانق.

في النهاية مجاهدو خلق ليسوا أشخاصاً، هم نوع من الفكر والإدراك، هم نمط من المنطق، ويجب الرد علی المنطق الخطأ بالمنطق الصحيح. لا يحل بالقتل، بل يتم الترويج له» (منتظري في لقائه مع هیئة الموت، 15 أغسطس 1988).

هذا العدو، المسلح بالمنطق والمعتقدات المؤثرة، يخترق الآن قلوب الشباب، وهو حاضر بقوة في کیان وضمير كل إيراني مجروح. إنها صرخة الشعب الإيراني من أجل العدالة. صرخة سیف الانتقام المسلول. هي صاعقة ناجمة عن غضب مکبوت لأكثر من 80 مليون إيراني. حان الوقت ليهوی هذا السيف وليعصف هذا الغضب.

المعممون یحذرون أنفسهم بشکل أقل ویرتعبون أقل من ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى