وكالة سولا برس – يحيى حميد صابر : بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، لم تعد العلاقة القائمة بين الشعب الايراني والنظام الايراني على سابق عهدها بل إنها تغيرت بزاوية مقدارها 180 درجة، حيث إن هذا التأريخ قد أصبح فاصلا بين عهدين إن صح التعبير، إذ أن الشعب الايراني قد أعلن في هذه الانتفاضة عن إنعدام ثقته بالنظام تماما وإعتباره عدوا مبينا له ولأجياله القادمة ويجب إسقاطه مهما کلف الامر. والذي جعل النظام يتيقن من إن الشعب قد فقد ثقته به تماما، هو إن الانتفاضة قد کانت بقيادة منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر البديل القائم للنظام والعدو والخصم اللدود له.
إستمرار الاحتجاجات الشعبية الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار منظمة مجاهدي خلق، قد أکدت للنظام إستحالة إعادة جسور الثقة مع الشعب من کل النواحي، وهذه الثقة إضافة الى إنعداما فإن هناك غضبا شعبيا يتعاظم يوما بعد يوم ومن دون أدنى شك فقد جاءت السيول التي إجتاحت أغلب المحافظات الايرانية وخلفت خسائر کبيرة صدمت الشعب الايراني والعالم، لتضاعف من غضب الشعب الايراني خصوصا بعد أن صار واضحا بأن النظام لم يقم بواجباته الملقاة على عاتقه في هکذا حالات الى جانب إن الآثار المدمرة للسيول قد إزدادت أضعافا بسبب إهمال النظام للبنية التحتية وعدم إيلائه الاهمية اللازمة لحالات حدوث الکوارث حيث إنه قد تم تخصيص 5% فقط من الميزانية لهکذا حالات، في حين إنه قد منح النسب العظمى لللمجالات الامنية وللحرس الثوري وللتدخلات في بلدان المنطقة والتي تعتبر جميعها في غير صالح الشعب الايراني تماما.
المناطق المنکوبة وکما تمت ملاحظة ذلك في التقارير الخبرية المنقولة منها، قد شهدت غضبا عارما ضد النظام عموما وضد المرشد الاعلى للنظام خصوصا، ولاريب من إن تقصير النظام بهذا الخصوص وعجزه عن نجدة الشعب الايراني وتقديم الخدمات والرعاية المطلوبة له والانشغال عوضا عن ذلك بدعم وتإييد الاحزاب والميليشيات العميلة له في بلدان المنطقة، من شأنه أن يزيد کثيرا من غضب الشعب الايراني ومن نقمته ضد النظام والتي من الواضح بأنها ستساهم عما قريب في تصعيد الاحتجاجات وإيصالها الى الذروة أي إندلاعة کبرى للإنتفاضة بوجه النظام.
هناك خوف کبير في طهران من الشعب الايراني ومايضمره للنظام خصوصا بعد أن وجهت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية دعوات للشعب الايراني بالتصدي للنظام ومواجهته بسبب تقصيره وخيانته، وإن الايام القادمة تعتبر مثل قنابل مٶقتة قد تنفجر بوجهه في أية لحظة.