وكالة سولا برس – رٶى محمود عزيز: تسارع الاحداث وبصورة دراماتيکية وسيرها معظمها وفي خطها العام بإتجاه في غير صالح النظام الايراني وعدم تمکنه من مواکبة ذلك، جعله أسير حالة من إطلاق التصريحات والمواقف المتشددة الذي تصوره وکأنه في مستوى الاحداث، ولأنه ولأول مرة يجد أمامه موقف أمريکي مختلف عن الاعوام السابقة کما إنه يواجه أوضاعا داخلية غير مسبوقة حيث إن الشعب يعيش حالة إحتقان ضد النظام وتتصاعد التحرکات الاحتجاجية ونشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة لأنصار مجاهدي خلق، فإن النظام يجد نفسه في حالة تشتت ولايستطيع الترکيز بالصورة المطلوبة.
المرحلة الحالية التي يواجه فيها النظام الايراني أوضاعا بالغة الحساسية والخطورة، يجد فيها نفسه وبصورة غير مسبوقة أمام المقاومة الايرانية وجها لوجه، إذ أن هذا النظام الذي کان يزعم دائما من أنه ليس هناك من أي دور أو تأثير للمقاومة الايرانية في داخل إيران، لکن الذي يحدث الان هو إن هناك العديد من المواقف والتصريحات ومن جانب شخصيات وأوساط سياسية مرموقة ترى في المقاومة الايرانية کبديل جاهز للنظام، والذي يرعب النظام أکثر هو إن الشعب الايراني بنفسه يعتبر المقاومة الايرانية البديل الفعلي والمنطقة للنظام ويٶکد على ذلك من خلال تظاهراته وتحرکاته الاحتجاجية المختلفة التي يقوم بها، ومع إن النظام ومن أجل إبعاد کابوس المقاومة عن نفسه وتدارك التهديد والخطر التي تمثله عليه، فإنه يزعم بأنه ليس هناك من أي بديل له، وهو في زعمه هذا يجعل نفسه في وضع حرج إذ لايوجد هناك نظام ديکتاتوري يحدد بديله!
المقاومة الايرانية لم يتم إعتبارها بديلا للنظام عنوة أو صدفة وإنما لکونها جديرة بذلك فهي قد إستمرت في نضال متواصل دٶوب ضد النظام ولم تتوقف عنه أبدا، وهي من قد أوصلت على الدوام وبصورة مستمرة صوت الشعب الايراني ومعاناته للعالم کما إنها من جعلت العالم کله على إطلاع بمعظم جرائم وإنتهاکات وفظائع هذا النظام، وإضافة الى کل ذلك فإنها”أي المقاومة الايرانية” تمتلك برنامجا سياسيا طموحا يعبر عن آمال وتطلعات وأماني الشعب الايراني، وقد أثبتت المقاومة الايرانية بأن مرور الزمن لم يعد في صالح النظام بل إنه ولأول مرة في صالح الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وحتى إن المراقبين السياسيين يرون بأن المقاومة الايرانية قد صارت تشکل أکبر خطر وتهديد قائم على النظام، وإن النظام الذي يرفض أن يخوض الحرب کما يرفض المفاوضات، إنما لکونه يعلم بأن أي تطور سلبي ضده سيشکل أرضية مناسبة لکي ينقض عليه الشعب والمقاومة الايرانية ويجعلانه أثرا بعد عين ولاسيما وإن مسيرتها التي قطعت الشوط الاکبر منها تمضي قدما نحو طهران ولايمکن أن تتوقف.