Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

من أجل إمتصاص آثار وتداعيات إنتفاضة الشعب الايراني

من أجل إمتصاص آثار وتداعيات إنتفاضة الشعب الايراني

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

الاعترافات المتباينة بين قادة النظام الايراني ومسٶوليه وفي مقدمتهم خامنئي نفسه بخصوص قوة وفعالية الانتفاضة الشعبية التي إندلعت في ال16 من سبتمبر2022، وإستمرت لسبعة أشهر، أکدت بکل وضوح إن هذه الانتفاضة کانت أقوى إنتفاضة من نوعها بوجه النظام وجعلته يعلم بأن من الصعب جدا المراهنة على الممارسات القمعية والسجون والتعذيب والاعدامات من أجل السيطرة على الشعب.
هذه الانتفاضة التي جاءت بعد أن تمادى هذا النظام کثيرا في أساليبه القمعية ولم يستفيد من دروس وعبر الانتفاضات السابقة ولاسيما إنتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، وقد ظن کسلفه بأن أساليب القمع والترويع من شأنها أن تبقيه وتحفظه من نوائب الدهر وغضب الشعب، جعلت النظام يفکر هذه المرة بعمق وأن يعلم بأن الاستمرار على التصرف وفق أساليبه التقليدية بعد کل إنتفاضة، لاينفع هذه المرة بل وحتى قد يرتد عليه سلبا، ولذلك فإنه لم يجد أمامه من مجال إلا أن يفکر باسلوب وطريقة جديدة يحاول من خلال مغازلة الشعب الايراني والإيحاء بأنه في طريقه لتلبية مطالبه، أن يعمل في نفس الوقت على إمتصاص زخم الانتفاضة.
المواقف المعلنة من جانب قادة النظام وخصوصا خامنئي والتي تشير بشکل واضح من خلال التأکيد على الجانب الاقتصادي والترکيز عليه، إن النظام يريد أن يعالج حقا الاوضاع المعيشية البائسة لأکثرية الشعب الايراني، وهو مصمم على ذلك لأن من بيده زمام الامور في النظام أي خامنئي قد أکد على ذلك وخصص خطابه بمناسبة عيد النوروز بهذا الصدد.
هذا التغيير الملفت للنظر من جانب النظام، ليس تغييرا نابعا من رغبته ومن إيمانه بهذا التغيير وإنما لأنه وجد نفسه مضطرا ومرغما على ذلك لأن إنتفاضة سبتمبر2022، قد وضعت هذا النظام أمام الامر الواقع وجعلته يتيقن بأن بقاء الامور والاوضاع على حالها يعني بقاء جمر الغضب الشعبي مستعرة وهذا يعني إحتمال أن تعود الانتفاضة بأقوى مما يمکن تصوره، خصوصا وإن الانتفاضة هذه المرة منظمة بصورة لم يکن ينتظرها ويتوقعها النظام ولاسيما من حيث الدور الفعال والمٶثر لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في الانتفاضة، ولذلك فإن خامنئي لم يجد أمامه إلا أن يبادر الى إعلان هکذا موقف.
إعلان خامنئي لهکذا موقف وتصميمه عليه، لايعني بأن الامر قد تم حسمه وإن الاوضاع قد تم معالجتها بالفعل، لأن الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هو إن الاوضاع السلبية للنظام متوارثة منذ تأسيسه ولحد الان وبشکل خاص الاوضاع الاقتصادية المتأزمة التي يعشعش الفساد في مفاصلها، لايمکن أبدا معالجتها وجعلها متعافية کسائر أوضاع النظام الاخرى، ومن هنا فإن ماقد أعلنه خامنئي لن يتحقق أبدا وسيهب الشعب مرة أخرى بوجه النظام ولکن ستکون هذه المرة هبة الحسم!

زر الذهاب إلى الأعلى