Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

فتيل مجتمع کان مستعدا للإنفجار

بحزاني منى سالم الجبوري:
لم ينجح قادة النظام الايراني في إقناع أحد بأن الانتفاضة الشعبية التي إندلعت بوجهه منذ 16 أکتوبر2022، کرد فعل على مقتل الشابة الکردية مهسا أميني على يد مايسمى بدوريات الارشاد القمعية التابعة للنظام، هي إحتجاجات مشبوهة من قبل قوى خارجية ومن إنها لاتعبر عن رأي وإرادة الشعب الايراني، ذلك إن الانتفاضة التي دخلت شهرها الثاني وشملت أکثر من 198 مدينة في جميع المحافظات الإيرانية، ولم تتمکن الاجهزة القمعية للنظام من إخمادها على الرغم من إستخدام منتهى القسوة والعنف المفرط، أثبتت بأنها إنتفاضة معبرة عن الشعب الايراني وقد أجاد محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الوصف خلال مقابلة صحفية معه بهذا الصدد عندما قال بأن”حادثة مهسا اشعلت فتيل مجتمع كان مستعدا للانفجار”.

الانتفاضة الحالية التي أثبتت معظم المٶشرات بأنها حالة مختلفة على مسار عملية الصراع والمواجهة بين الشعب وبين النظام الايراني، ومن إنها لايمکن مقايستها بالانتفاضات السابقة أو جعلها مشابهة لها، خصوصا من حيث المقومات والخصائص المختلفة التي باتت تمتلکها، مع ملاحظة أن أهم مقوم وخاصية باتت هذه الانتفاضة تمتلکها هي التنظيم إذ أن محدثين الذي قال في سياق أجابته عن سٶال عن عفوية هذه الانتفاضة بأن:” تجاهل سياق هذه الاحتجاجات والتلميح بأنها عفوية تحليل مبسط للاوضاع، قد يكون سببه غياب فهم الاوضاع في إيران، من الخطأ النظر لهذه المثابرة، المرونة، و الرسائل السياسية الحادة في شعارات المحتجين، باعتبارها مظاهر تحرك عفوي.” وقبل ذلك عندما أشار الى أهمية التنظيم القصوى في الانتفاضة بقوله:” في غياب التنظيم، لا يمكن للاحتجاجات المطالبة بإنهاء النظام أن تستمر، وتنجو من القمع الوحشي للنظام”، ومن دون شك فإن التمعن في الاحداث والتطورات المتعلقة بهذه الانتفاضة منذ إندلاعها لوجدنا إنها کما قال عنها ووصفها محدثين.

طوال أربعة عقود من حکم هذا النظام الذي حاول عن طريق الاجبار والاکراه فرض طروحاته السياسية ـ الفکرية ـ الاجتماعية على الشعب الايراني وسعيه من أجل التأکيد على إن نهجه السياسي المتبع هو في صالح هذا الشعب، لکن الآثار والتداعيات بالغة السلبية لذلك النهج والذي جعل أکثر من 60% منه يعيشون تحت خط الفقر وتصل الاوضاع المعيشية بالشعب الى أسوء مايکون بحيث يمکن مقايسة ومقارنة أوضاع الشعب الايراني مع الشعوب الفقيرة والمحرومة على الرغم من إمتلاکه لثروات هائلة، ولاريب من إن تراکم معاناة 4 عقود من جراء هذا النهج الذي أثبت عقمه وسلبيته البالغة بالنسبة للشعب، هو الذي جعل من هذا الشعب أشبه مايکون ببرکان يغلي غضبا يمکن إنفجاره في أية لحظة، وهذا ماقد حدث ولکن مع ملاحظة إن هناك تنظيم وتوجيه لها وإنها تهدف فعليا لإسقاط النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى