Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Uncategorized

الحکومة التي أرهقت الولي الفقيه

الحکومة التي أرهقت الولي الفقيه

صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:

بعد الاحباطات الکبيرة التي واجهها النظام الايراني خلال ولايتين متتاليتين للرئيس السابق حسن روحاني ولاسيما إندلاع إنتفاضتين عارمتين هتف خلالها الشعب الايراني بشعارات تطالب بإسقاط النظام وبالموت لخامنئي، وهو ماشکل سابقة بالغة الخطورة في تأريخ النظام، فقد توصل خامنئي الى قناعة کاملة بأن مزاعم الاعتدال والاصلاح المنطلقة من طهران لم يعد هناك من أي رواج لها سواء في داخل إيران أو على الصعيد الدولي، وهو الامر الذي جعله يعمل مابوسعه من أجل إقصاء الجناح الذي يتزعمه روحاني والذي تجلى في الانتخابات السابقة للبرلمان الايراني والتي تجلى فيها واضحا هذا الامر.

خامنئي وهو يضع حدا لذلك المجال الذي تم منحه لجناح روحاني من أجل إخراج النظام من عزلته الدولية ومن کراهية الشعب ورفضه له، فإنه وقبل أن تنتهي الولاية الثانية لروحاني، أطلق العنان لدعاية غير عادية روج من خلالها للرئيس الحالە ابراهيم رئيسي وصوره على أساس إنه وحکومته بمثابة المنقذ المنتظر للنظام، وقد وضع خامنئي مسك الختام على عملية إقصائه ليس للجناح المسمى تمويها بجناح الاصلاح وإنما حتى بزعيمه روحاني عندما تم إبعاده عن الترشح لعضوية مجلس الخبراء من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يخضع لخامنئي جملة وتفصيلا.

لکن السٶال الذي يطرح نفسه هنا هو: مع مايفعله ويقوم به خامنئي من عمليات تنکيل بروحاني وجناحه وبعد کل الذي قدمه ويقدمه لابراهيم رئيسي من دعم وتإييد، فهل إن رئيسي قد کان في المستوى الذي أراده خامنئي؟ وهل إنه قد تمکن من حل ومعالجة الازمة المستعصية للنظام والاهم من ذلك هل إنه تمکن من تحسين صورة النظام في عين الشعب الايراني؟

من دون شك إن الذي تم لمسه منذ أواخر عام 2021، حيث تم تنصيب رئيسي ولحد الان، إن الاوضاع المختلفة تجري بسياق واضح جدا من سئ الى الأسوء! کما إن مشاعر الرفض والکراهية التي کان من المنتظر أن يغيرها رئيسي قد تضاعفت الى الحد الذي إندلعت خلال عهده واحدة من أقوى الانتفاضات الشعبية بوجه النظام والتي إستمرت في سابقة فريدة من نوعها لأشهر عديدة.

في الوقت الذي إقترحت فيه بعض الوجوه المحسوبة على الولي الفقيه بإجراء تغيير في الحکومة لفشلها الذريع في أداء المهام الموکلة إليها، لکن خامنئي وبدلا من ذلك إندفع أکثر في المراهنة على رئيسي وحکومته لأنه کان يعلم جيدا بأن الطعن في رئيسي وحکومته التي بشر بها سابقا، يعني الطعن بنفسه والتشکيك بقيادته للأمور، ولذلك فإنه قرر المضي في المراهنة على رئيسي وحکومته وعدم التفريط بهما مع إندلاع حرب غزة التي قرر إستخدامها وتوظيفها بهذا السياق والسعي لجعلها في مستوى أزمة خارجية کبرى، وذلك لتحقيق أکثر من هدف في آن واحد، إذ کان تصور خامنئي بأنه سيساهم ذلك بإخراج النظام من أزمته المستفحلة والعمل على إنقاذه وفي نفس الوقت يغطي على عجز رئيسي وفشل حکومته، ولکن ليس هناك في الافق أبدا مايدل على ذلك بل وحتى العکس تماما!

زر الذهاب إلى الأعلى