Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

عام أسوأ من عام

عام أسوأ من عام

بحزاني – منى سالم الجبوري:
ليس هناك من أي شئ يبعث على الامل بالنسبة للشعب الايراني وهو يرى الى أين قد وصل الحال بمائدته التي کانت عامرة وجعلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، مائدة باتت تفتقد حتى الاساسيات مما کانت تحفل به، ذلك إنه وبعد أن أفاد مركز الإحصاء الإيراني وفي مطلع العام الحالي أن معدل التضخم في إيران يتجاوز 46% في الفترة من 21 ديسمبر 2020 إلى 19 يناير 2021، وهو ما يؤشر إلى تفاقم هذه النسبة في الشهر الماضي، والتي تعكس تسارع التزايد في كلفة المعيشة اليومية للمواطنين الإيرانيين. فإن ذلك مٶشر واضح على إن الامور تسير من سئ الى أسوأ وإن هذه السنة لن تکون أفضل من التي سبقتها وإن الشعب الايراني سيواصل حياته الصعبة ويزداد فقرا وحرمانا.

الاوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب الايراني حيث أصبح 73% منه يعيشون تحت خط الفقر جعلت المسٶولين في النظام الايراني على قناعة بأن إستمرار هکذا أوضاع سيهيأ الاجواء والارضية المناسبة لإندلاع إنتفاضة مجددة قد تکون أقوى وأعنف بکثيرا من سابقاتها وهذا يبدو ماکان يعنيه عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام أحمد توكلي عندما صرح بأن”إذا لم تفعل الحكومة ذلك، فقد يحدث شيء لا ينبغي أن يحدث”، لکن المشکلة إن الحکومة بشکل خاص والنظام بشکل عام لايملکان في أيديهما مايمکن أن يٶثر على الاوضاع ودفعها نحو الاحسن.

مفاوضات فينا التي يريد النظام الايراني مشاغلة الشعب بها وهو يسعى للإيحاء من خلالها إن الاوضاع ستتحسن فيما لم تم الاتفاق، لکن التجربة المرة السابقة للشعب الايراني مع إتفاقية عام 2015، تجعله لايعقد الامال على نتائج هذه المفاوضات ذلك إن النظام قد حرم الشعب الايراني من المليارات التي حصل عليها في عام 2015 على أثر الاتفاق وبدلا من أن يقوم بصرفها من أجل تحسين أوضاع الشعب الايراني فإنه قام بتبديدها وهدرها على مخططاته وعلى أذرعه في المنطقة وعلى أمور تهم النظام فقط، وهذا مايجعل الشعب الايراني لايثق بالنظام بهذا الصدد.

أکثر مايقلق النظام الايراني ويجعله في حالة ترقب وعدم إرتياح هو إن الاحتجاجات والاعتراضات الشعبية باتت تأخذ منحى وطابعا سياسيا وهو من نتائج وآثار وتداعيات الانتفاضتين السابقتين، إذ إن الشعب ومن جراء إستمرار الاوضاع السيئة عاما بعد عام وعدم تغييرها نحو الافضل على الرغم من إن إيڕان من البلدان الغنية في الشرق الاوسط ويمتلك موارد هائلة، فقد صارت هناك قناعة تامة لدى الشعب من إن العيب في النظام نفسه وهو سبب الاوضاع السلبية السائدة وإنه مسٶول عنها ولذلك فإن مفتاح تغيير أوضاعه نحو الاحسن يکمن في تغيير النظام جذريا، تماما کما دعت وتدعو منظمة مجاهدي خلق الخصم والغريم الاساسي للنظام، وهذا مايجعل النظام يعي جيدا بأن أية إنتفاضة جديدة في ظل هذه الاوضاع قد تکون الاخيرة ولکن ستجلب أجله أيضا!

زر الذهاب إلى الأعلى