دنيا الوطن – فاتح المحمدي: من الخطأ الکبير النظر الى التظاهرات الصاخبة التي يقوم بها أبناء الجالية الايرانية في مختلف مدن العالم ضد النظام الايراني، بإعتبارها کأي نشاطات إحتجاجية تقليدية جارية في مختلف بلدان العالم من أجل المطالى بالحقوق، ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس کأي نظام آخر في العالم بل وحتى إنه لايمکن مقارنة الانظمة الديکتاتورية الاخرى في العالم معه لأنه يبالغ ويتمادى کثيرا ضد کل من يقف بوجهه ويعارضه الى الحد الذي يعتبره بمثابة محارب ضد الله!
الشعب الايراني المحروم من أبسط الحقوق والذي يواجه ظروفا معيشية لايوجد نظير لها في مختلف بلدان العالم، والذي يجد أوضاعه تسوء کل عام أکثر فأکثر وبعد أن قام بإنتفاضته الشجاعة ضد النظام في 28 ديسمبر/کانون الاول2017، بقيادة منظمة مجاهدي خلق، وبعد أن تداعت عن الانتفاضة الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة لأنصار مجاهدي خلق، فإنه يجد أن السبيل والطريق الوحيد أمامه والذي من خلاله يمکنه أن يستعيد حريته ويحسن من أوضاعه، إنما هو إسقاط النظام، وإنه يريد أن يعرف العالم کله هذا الحقيقة الدامغة، من هنا، فإن التظاهرات العارمة ولاسيما خلال هذا الشهر، سوف تعمل على إيصال صوت الشعب الإيراني المطالب بإسقاط نظام الملالي إلى أسماع العالم و على نطاق سياسي وإعلامي واسع.
هذه التظاهرات التي يقوم بها الالاف من الايرانيين الاحرار من أنصار المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق، يعلنون فيها أيضا بأن المقاومة الايرانية هي من تمثلهم وتعبر عنهم وعن آمالهم وطموحاتهم، وإن النظام ليس إلا بمثابة العدو اللدود للشعب الايراني لأنه کان ولايزال سبب الاوضاع السلبية التي يواجهها وسبب معظم المشاکل والازمات التي يعاني منها. وإن عملية الإطاحة بالنظام الذي يعيش آخر مراحل حياته، هي مطلب الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، لأنه بدون الإطاحة بهذا النظام، لن ترى إيران ودول المنطقة السلام والتقدم. وحتى إن تدخلات هذا النظام في بل؛دان المنطقة وکذلك قيامه بإستهداف ناقلات النفط والمطارات المدنية وتهديده بضرب بلدان المنطقة بالصواريخ في حال واجه أية أخطار وتهديدات.
على العالم أن يصغي الى هذه التظاهرات ويستمع لها مليا لأنها تعبر عن موقف الشعب الايراني الذي لايمکن أن ينسى أولئك الذي سيقفون الى جانبه في هکذا فترة صعبة مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام الايراني سوف يکون أيضا لصالح السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم ولاسيما عندما يتم نزع فتيل إشعال المشاکل والازمات والحروب والفتن في المنطقة.