Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

تجميل صورة أم تقبيح وجه نظام!

تجميل صورة أم تقبيح وجه نظام!

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

يوم 3 كانون الثاني (يناير) 2020، يوم إستثنائي بالنسبة لنظام ولاية الفقيه، ذلك إنه وفي مثل هذا اليوم قد جرى تصفية واحدا من أهم رموزه، ونقصد بذلك قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الارهابي السابق، ومن دون شك إن هذا الرجل الذي کان يوصف بحاکم العراق وسوريا ولبنان واليمن، وإقترنت المرحلة التأريخية لترٶسه فيلق القدس، الکثير من العمليات والنشاطات الارهابية من قبل التصفيات والاغتيالات والتفجيرات وإجراء عمليات التغيير الديموغرافية المصحوبة بجرف البساتين وهدم البيوت والاحياء وتهجير الناس زرافات، کما إن إن السنوات التسع من ثورة الشعب السوري هي انعكاس كامل لوحشية هذا الارهابي ومن نافلة القول إنه وبالنسبة للشعب السوري، يعتبر قاسم سليماني، إلى جانب بشار الأسد، رمزا للجرائم المرتكبة ضد الانتفاضة الشعبية الهائلة.
بمناسبة ذکرى قتل هذا الارهابي من قبل الولايات المتحدة الامريکية في العراق، وفي خضم الانتفاضة الشعبية العارمة ضد النظام الديني القائم في إيران، فإن هذا النظام الذي يعمل ومنذ إندلاع هذا الانتفاضة على إستغلال کل مافي وسعه إخماد الانتفاضة أو التغطية عليها، فإنه يعتزم إستغلال هذه المناسبة من أجل التعتيم على الوضع الحرج والكراهية الاجتماعية والرغبة العامة في الإطاحة بالنظام من خلال عرض دعائي كبير وتعبئة الحكومة بهذا السياق.
قاسم سليماني الذي کانت تصفيته بمثابة أکبر ضربة موجعة للنظام ولاسيما وإن خامنئي ورئيسي قد شارکا شخصيا في جنازته وبکيا عليه بکل عمق وتأثر، ومع إن النظام الايراني قد عمل کل مابوسعه من أجل تصوير سليماني على أساس إنه شخصية ورمز وطني وإسلامي وتسويقه على ذلك الاساس، لکن ظهر منذ البداية بأن الشعب رفض ذلك بکل قوة حيث قام بحرق الصور واللافتات التي ترمز له وکذلك تدمير النصب التي تمثله کما جرى في مدينة شهر کرد عندما تم إحراق تمثال کبير له من قبل وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق.
ومن أجل التغطية والتعتيم على الاوضاع الحرجة والصعبة للنظام في خضم الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجهه منذ 16 سبتمبر2022، وفي سبيل التعتيم أيضا على مشاعر الرفض والكراهية الاجتماعية والرغبة العامة في الإطاحة بالنظام، يعتزم هذا النظام تحقيق تلك الاهداف المشبوهة من خلال عرض دعائي كبير بمناسبة ذكرى مقتل قاسم سليماني وتعبئة الحكومة من أجل ذلك، ولهذا فإنه قد خطط هذا النظام لسلسلة من الاحتفالات المتقنة لمدة 10 أيام من 29 ديسمبر 2022 إلى 8 يناير 2023.
وبحسب التقارير الداخلية للنظام، فقد حشد حرس الملالي والباسيج وأجهزة قمعية أخرى للنظام لجلب قواتهم وعائلاتهم إلى هذه المسرحيات والعروض الحكومية.
وتشمل هذه الخطط إحضار مجموعة من الطلاب إلى هذه المسرحيات من قبل الباسيج لحل ومعالجة قضية قتله أكثر من 70 طفلا خلال الانتفاضة. (بسبب قتل الأطفال، يسمي الناس النظام “نظام قاتل الأطفال”.) كما يخطط النظام ومن أجل التغلب على غضب وكراهية النساء الإيرانيات اللواتي يقدن الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد، ويخفي وجهه المعادي للنساء من خلال جلب نساء الباسيج إلى الشوارع.
وتم تحديد اليوم الأخير من هذه المظاهرات، وهو 8 يناير، الذكرى الثالثة لإطلاق النار على الطائرة الأوكرانية والقتل المتعمد لـ 176 شخصا بنيران الحرس الثوري المباشر، من أجل منع عقد الاحتجاجات المحتملة.
و بالإضافة إلى التحركات داخل إيران، يخطط النظام لتنفيذ سلسلة من الأعمال الدعائية والتظاهر على مستوى دول المنطقة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا واليمن. في العراق، بدأ الحشد الشعبي، بأموال دفعها النظام، مشاريع مظاهرة واسعة النطاق في بغداد والبصرة. کما يجري التخطيط لتركيب صورة كبيرة لقاسم سليماني في ملعب البصرة لكرة القدم خلال دوري الخليج وإجبار الفرق الرياضية على احترامها أمامهم.
الحقيقة التي يتهرب منها هذا النظام الهارب دائما للأمام، هي إنه يعلم جيدا بأن قاسم سليماني لم يکن بالاساس محبوبا من قبل الشعب الايراني فکيف الحال مع سعوب بلدان المنطقة؟ وإن قيام المنتفضين بوجه النظام بإحراق صوره الى جانب صور الدکتاتور خامنئي، يٶکد ويثبت مدى کراهيته ومقته من جانب الشعب الايراني والحق إن مايفعله ويقوم به هذا النظام ليس تجميل صورة سليماني وإنما زيادة تقبيح وجه النظام!

زر الذهاب إلى الأعلى