الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
ماحدث يوم الجمعة ال20 من الشهر الجاري في زاهدان، کان بمثابة ضربة موجعة لنظام الملالي الاستبدادي وذلك من خلال التظاهرات التي نظموها في مدينة زاهدان الجمعة الماضي واطلقوا خلالها الهتافات التي تؤكد على مواصلة الصمود والاستمرار بالانتفاضة حتى النهاية.
الاجهزة القمعية المتمرسة بالجريـمة لنظام الملالي والتي تبذل أقصى مابوسعها من أجل التکتم على حقيقة الاوضاع السلبية في إيران وإستمرار روح الانتفاضة الشعبية، تلقت من خلال التظاهرات الحاشدة في زاهدان صفعة مٶلمة جدا ولاسيما وإن الاحتجاجات قد إندلعت على الرغم من حصار قوات القمع للمناطق المحيطة بجامع مكي ومصلى زاهدان منذ صباح الجمعة، وإن مهاجمة القوات القمعية المتظاهرين بالضرب وإطلاق الغاز المسيل للدموع، وشن حملة اعتقالات في الشوارع المحيطة بالجامع، مما ادى لاصابة العشرات، بينهم اطفال، قد أثبت جدية خوف النظام من هذه الاحتجاجات ومايمکن أن تنعکس على الاحداث والتطورات.
أهالي زاهدان الذين فضحوا الماهية القرووسطائية الوحشية لأجهزةالنظام القمعية عندما رددوا شعار”الباسيج، والحرس، أنتم داعشيون فينا”، وأکدوا أيضا على مواصلة درب المواجهة والتصدي ضد هذا النظام الذي ضحى من أجله الآخرون بترديدهم شعار”أخي الشهيد، سأخذ بثأرك”، لکن الذي لفت النظر إن هذه الاحتجاجات أکدت أيضا على مسألة السجناء السياسيين في إيران والتي يحاول النظام إنکارها کذبا ودجلا عندما رددوا شعار”يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين”.
هذه الاحتجاجات التي جسدت وبحق روح يوم الجمعة الدامية من العام الماضي، وکأنها بمثابة إعلان على إستمرار المواجهة والصراع ضد هذا النظام حتى إسقاطه وهو يثبت أيضا کذب النظام وزيف مزاعمه بأن الاوضاع في إيران باتت على مايرام وإن الاحتجاجات لم تعد قائمة بوجه النظام.
الشعب الايراني بکافة مکوناته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية ليس يرفض النظام ويمقته فقط بل ويسعى بکل مافي وسعه من أجل إسقاطه لأنه أساس کل معاناته وکل مايحل على رأسه من مصائب ومآس، وإن هذه الاحتجاجات أکدت من جديد حقيقة إن النظام يجلس على برميل بارود لأن الشعب في سائر أرجاء إيران متحامل على هذا النظام ويريد أن يرسله الى حيث أرسل نظام الشاه أي مزبلة التأريخ.
إنتفاضة الشعب الايراني مستمرة، هذه واحدة من أفضل المعاني التي جسدتها إحتجاجات الجمعة المنصرمة في زاهدان مع ملاحظة إن النظام قد تمادى کثيرا في إستخدامه لأفظع الطرق والوسائل القمعية التعسفية ضد المتظاهرين، لکن ذلك لم يرهب أهالي زاهدان الناقمين على هذا النظام المعادي للشعب الايراني برمته بل زادهم إيمانا ويقينا بمواصلة النضال حتى إسقاط النظام.