Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

العرب مطالبون بأن یأخذوا بزمام المبادرة

سعاد عزیز
السوسنه – سعاد عزیز : مع إندلاع إنتفاضتي الشعبین العراقي واللبناني إضافة الى حالة الغلیان في داخل إیران وكأنھ الھدوء الذي یسبق العاصفة، یمكن القول أن منطقة الشرق الاوسط تشھد تطورات دراماتیكیة نوعیة غیر مسبوقة،

وعلى الرغم من وجود تنافس إقلیمي دولي محموم یحاول فیھ النظام الایراني المحافظة على وضعھ الذي بات یتزعزع، لكن الدور العربي لایزال دون المستوى المطلوب ودون الطموح مع الاخذ بنظر الاعتبار أن الانتفاضتین العربیتین وغلیان الداخل الایراني وتراجع دور النظام یتطلب تحركا نوعیا خصوصا وإن مایجري لصالح بلدان المنطقة تحدیدا لكن الدول العربیة مازالت تتمسك بالاسالیب والانماط التقلیدیة في مواجھة ھكذا أوضاع مصیریة من شأنھا أن تعید صیاغة خارطة المنطقة من جدید.

النظام الایراني من خلال سیاساتھ المشبوھة، حقق نجاحا في إختراق الصف العربي وإیجاد أكثر من موطئ قدم لھ في أكثر من بلد عربي، وبعد أن كان الامر مقتصرا على لبنان نجد انھ قد توسع الیوم لیشمل العراق وسوریا والیمن كما ویلقي بظلالھ السوداء على السعودیة والبحرین والكویت والامارات، لكننا نجد أن الدول العربیة مازالت تتراوح في نفس مكانھا من دون أي تقدم او تطور للأمام، على الرغم من أن الفرصة أكثر من متاحة لكي تأخذ الدول العربیة بزمام المبادرة وترد الصاع صاعین للنظام الایراني الذي صار یقحم أنفھ في كل شاردة وواردة، واننا نعتقد أن دعم تطلعات وطموحات الشعب الایراني والمقاومة الایرانیة من أجل الحریة والدیمقراطیة بمثابة بدایة جیدة تؤسس لإنعطافة نوعیة في الموقف العربي بما یخدم الامن القومي العربي ویحصن جداره بوجھ تدخلات النظام الایراني وعبثھ بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة.

ھذا الموقف العربي لو تم تفعیلھ على أرض الواقع ولاسیما في ھذا الوقت الحساس، فإنھ بالاضافة الى فائدتھ من ناحیة الامن والاستقرار في
المنطقة وخدمتھ لمصالح الشعوب، فإنھ یعكس أیضا تطورا نوعیا في الموقف العربي من النضال الذي یخوضھ الشعب الایراني من أجل الحریة
والدیمقراطیة، ومما لاشك فیھ أن الاوضاع في المنطقة وإیران تجري بسرعة كبیرة وان مبادرة الدول العربیة بإتخاذ ھكذا موقف سوف یكون
لھ دوره وتأثیره على الشعبین العراقي واللبناني كما إنھ سیكون لھ صدى إیجابي لدى الشعب الایراني والمقاومة الایرانیة وبالاخص وأن سقوط
ھذا النظام باتت علاماتھ أكثر من واضحة، ولاسیما بعد العقوبات الامریكیة وتدخلاتھ في بلدان المنطقة والتي صارت تثقل كاھلھ بالاضافة الى
ملفھ النووي الذي یكاد أن یكون بمثابة سكینة خاصرة للنظام، ومن ھنا فإن إغتنام ھكذا فرصة تأریخیة تخدم الجمیع دون إستثناء، وان على
الدول العربیة أن تدرك أن المقاومة الایرانیة قد دأبت دائما على سیاسة التقرب والتودد للشعوب والدول العربیة وسعیھا لتنویر وتوعیة ھذه
الشعوب بخطر التطرف الدیني والارھاب الذي یستھدفھا الذي مصدره النظام الایراني دون غیره، ولذلك فإن الوقوف الى جانب نضال الشعب
الایراني والمقاومة الایرانیة بات أمر یخدم المصالح العلیا لیس للشعب الایراني فقط وإنما لعموم شعوب المنطقة وبشكل خاص للشعبین العراقي
واللبناني.

زر الذهاب إلى الأعلى