Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

ماذا يعني توالي الانتفاضات في إيران؟

 سعاد عزيز
دنیا الوطن – سعاد عزيز:‌ لکي نفهم الاحتجاجات الشعبية الايرانية الصاخبة التي تداعت عن إعتراف السلطات الايرانية وبعد تجاهل وإنکار إستمر لثلاثة أيام بإسقاط الطائرة الاوکرانية والتي إنقلبت الى إنتفاضة إمتدت الى أکثر من 17 محافظة والازالت مستمرة، فمن الضروري أن نرجع الى الخلف ونتمعن في الانتفاضات السابقة التي إندلعت وماقد آلت إليه في النتيجة، ومن دون ريب فإن إنتفاضة عام 2009، التي کانت أول إنتفاضة شعبية عارمة ضد النظام

ولکن تم قمعها بمنتهى الوحشية وبطرق وأساليب ملتوية ومخادعة ولاسيما من حيث دس أفراد الحرس الثوري والتعبئة بين صفوف المحتجين وإحداث البلبلة بين صفوفها وتم ذلك في ظل صمت وتجاه دولي بصورة عامة وأمريکي بصورة خاصة، وهو الامر الذي أدى الى فترة قلقة وغير مستقرة تخللتها التحرکات الاحتجاجية لمختلف شرائح ومکونات الشعب الايراني إستمرت حتى عام 2017، ذلك العام الذي شهد إنتهاء فترة ولاية أوباما، حيث شهد ذلك العام تزايد الاحتجاجات بصورة ملفتة للنظر وتمخضت في النتيجة وفي 28 ديسمبر/کانون الاول من نفس العام عن إنتفاضة کبرى إلتزم المرشد الاعلى للنظام صمتا وغاب عن الانظار لفترة 13 يوما حيث خرج بعدها ليعلن بأن منظمة مجاهدي خلق هي من خططت لهذه الانتفاضة وقادتها!

إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي إمتدت الى 166 مدينة في مختلف أنحاء إيران، والتي هزت النظام بعنف خصوصا بعد أن تبين بأن الغريم والند والخصم العنيد واللدود للنظام أي مجاهدي خلق، هي من تقودها، تمخضت عن تأسيس معاقل الانتفاضة من قبل مجاهدي خلق والتي أخذت على عاتقها مهمتين أساسيتين ضد النظام؛ الاول، نشر الوعي الفکري والسياسي ضد النظام وإبقاء جذوة الرفض والکراهية ضده، والثاني، قيام هذه المعاقل بنشاطات نظير مهاجمة الاجهزة والمراکز القمعية للنظام أو التي ترمز إليه وحرق وتدمير اللافتات والمنصات التي تمجد النظام ورفع صور لقادة المقاومة الايرانية وکتابة شعارات ضد النظام في الساحات والاماکن العامة، والملفت للنظر إن نشاطات معاقل الانتفاضة وطوال العام 2018، قد رافقتها الاحتجاجات الشعبية المتواصلة للشعب الايراني وقد أعرب قادة ومسٶولين إيرانيين ومرارا وتکرارا عن تخوفهم من مستوى تغلغل وتوسع دور وتأثير مجاهدي خلق بين مختلف أوساط الشعب الايراني،

وحذروا من إن أية حادثة أو تطور غير عادي قد يقود الى إندلاع إنتفاضة کبيرة ضد النظام، وجاءت قضية رفع أسعار البنزين لتٶدي الى إندلاع إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، والتي کانت الارضية والاجواء مهيأة ومناسبة لها من مختلف الجوانب وقد کانت الانتفاضة من القوة والتأثير بحيث إنها أجبرت المرشد الاعلى على مهاجمتها منذ البداية والدعوة لقمعها خصوصا إذا ماعلمنا بأنها إمتدت الى 191 مدينة في کل أنحاء البلاد ومسارعة النظام مجددا للإعتراف بالدور القيادي لمنظمة مجاهدي خلق فيها والدعوة للحذر من ذلك، وقد تم مواجهة هذه الانتفاضة بصورة بالغة العنف لأنها أعلنت عن محتواها السياسي ـ الفکري الرافض للنظام والداعي لإسقاطه منذ البداية وهذا هو سبب قيام النظام بقتل أکثر من 1500 من المنتفضين وإعتقال 12 ألفا وجرح أعدادا کبيرة جدا، ولکن وکما حدث مع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، فإن إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، أيضا أعقبتها فترة قلقة وغير مستقرة حيث إن الاوضاع کانت تبدو کالجمر التي تحت الرماد، وقد جاءت جريمة إسقاط الطائرة الاوکرانية لتٶدي الى إندلاع إحتجاجات إنقلبت الى إنتفاضة أصابت الاوساط السياسية الحاکمة في طهران بحالة من الذعر والهلع خصوصا وإن هذه الانتفاضة قد شهدت تمزيق صور المرشد الاعلى وقاسم سليماني مما أکد وأثبت إن الشعب لايرى سليماني ولايأسف ويحزن لمقتله کما کان الحال ولازال مع النظام، بل وإن إندلاع التظاهرات الصاخبة في غمرة قيام النظام بالثأر له، کان أکبر دليل على إن النظام في وادي والشعب في وادي آخر، وفي کل الاحوال فإن الذي يربط توالي الانتفاضات وتتابعها بصورة ملفتة للنظر ثلاثة عوامل أساسية هي:

ـ إرتفاع مستوى الوعي السياسي الفکري للشعب الايراني وتوسع دائرة رفض النظام والدعوة الى تغييره حتى صارت تشکل أغلبية الشعب الايراني.
ـ ضعف النظام وتضعضعه وتراجع دوره وتأثيره داخليا وخارجيا.

ـ تزايد دور مجاهدي خلق وإرتفاع رصيدها الشعبي بصورة غير مسبوقة ولاسيما بين الاجيال الجديدة وبإعتراف النظام نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى