الاستراتيجية البائسة لنظام الملالي في مواجهة الشعب الايراني

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

بمناسبة الذکرى السنوية الاولى لإنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي إستمرت لأشهر وأصابت نظام الملالي القرووسطائي بالذعر وفضحت ممارساته القمعية الوحشية أمام العالم کله، فقد تم عقد مٶتمر دولي في العاصمة البلجيکية بروکسل تحت عنوان”الانتفاضة الإيرانية دور الشباب والنساء وآفاق جمهورية ديمقراطية”، وحضره برلمانيون وشخصيات بارزة من مختلف دول العالم الى جانب زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، وللنجاح الباهر الذي حققه هذا المٶتمر والصدى الکبير له على مختلف الاصعدة، فإن نظام الملالي لم يتمالك نفسه من جراء ذلك ولاسيما وإنه يعلم بأن لهکذا مٶتمرات صدى ودور وتأثير في تحريك الشارع الايراني وتوعيته أکثر ومنحه الحماس والمعنوية من أجل مواجهة النظام القرووسطائي وإسقاطه، فجاء رد فعله على لسان المتحدث بإسم وزارة خارجية النظام ضد الحکومة البلجيکية التي سمحت بعقد هذا المٶتمر.
الاستراتيجية الجديدة البائسة التي يقوم نظام الملالي بتنفيذها بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، تهدف الى ملاحقة ومواجهة المعارضة الايرانية النشيطة والفعالة في داخل وخارج إيران والمتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أجل تحجيمها وتحديد دورها وتأثيرها ولاسيما بعد أن أصبحت شعاراتها والاهداف التي تطالب بها لسان حال الشعب الايراني، ولذلك فإن النظام يحاول بشتى الطرق وفي مسعى خائب ومثير للسخرية أن يوقف عجلة التغيير وأن يعمل على البقاء.
الاکثر إثارة للسخرية والتهکم والاستهزاء، إن المتحدث بإسم خارجية النظام الايراني وکما نقلت وکالة تسنيم المحسوبة على الحرس الثوري، قد کتب على صفحته في موقع”اکس”(تويتر سابقا) مجموعة أکاذيب وتخرصات زاعما بأن مجاهدي خلق تقوم بنشاطات إرهابية ضد الشعب الايراني!! وهو بهذا الزعم البائس والذليل يريد أن يغطي على الرفض والکره الشعبي لنظامه والجرائم التي إرتکبها ويرتکبها بحق هذا الشعب ولاسيما على أثر الانتفاضة الاخيرة.
النظام الايراني الذي تتناقل وسائل الاعلام العالمية أنباء تزايد حملات الاعدامات التي يقوم بها ضد الشعب وکذلك الممارسات القمعية الدموية، يريد أن يحرف الانظار بطريقة بالغة السخافة والسفاهة عندما يريد إتهام المعارضة بأنها تقوم بإرهاب الشعب، فأي منطق وعقلية هذه التي يستخدمها هذا النظام الذي يستخدم علنا وبکل صفاقة أفعال وممارسات محاکم التفتيش القرووسطائية في الالفية الثالثة بعد الميلاد؟
نظام الملالي يعلم جيدا بأنه يجلس على برکان من مشاعر الرفض والکراهية الشعبية التي من الممکن أن تنفجر في أية لحظة، يريد من خلال الاستراتيجية البائسة الجديدة التي ينتهجها تغيير مسار التأريخ وفرض نفسه کأمر واقع ليس على الشعب الايراني فحسب بل وحتى على العالم، وهکذا نظام بهکذا عقلية فإننا نرى إنه يستحق مرتبة أدنى من مزبلة التأريخ!