Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

الکل يرحب بالتغيير في إيران

سعاد عزيز
صوت كوردستان – سعاد عزيز: في ظل الازمة الامريکية ـ الايرانية الحادة التي تجري أحداثها وتطوراتها بصورة متسارعة، وتتزايد التوقعات والتحليلات بشأنها ومع ماتشکله تلك المواجهة من خطورة لأنها ستلقي نظلالها على المنطقة، ولکن لايمکن الاعتقاد بأن المنطقة ستکون بخير إدا مابقي وإستمر هذا النظام الذي يظهر واضحا إن أحد رکائز بقائه وإستمراره هو نفوذه وهيمنته في بلدان المنطقة.

الفلسفة التي تأسس عليها النظام القائم في إيران هي نظرية دينية تم صياغتها في إطار مشروع سياسي ـ فكري يعتمد على مرتكزين أساسيين أولهما مسك الداخل الايراني بيد من حديد وضمان عدم قيام أي تغيير في البناء الفكري ـ السياسي للنظرية وثانيهما؛ التمدد الخارجي وبسط النفوذ بصورة تمهد للبقاء والاستمرار بحيث تعتبر هذه المناطق بمثابة أجزاء تابعة ومندمجة بالمشروع، ومن هنا فإن المشروع الايراني يختلف كثيرا عن المشاريع الاستعمارية التي لم تكن تمهد للبقاء الدائم وانما لآجال محدودة مرتبطة بمصالح محددة.

هل يمكن أن ينتهي النفوذ الايراني في لبنان مثلا؟ وهل يمكن لحزب الله اللبناني أن يفك إرتباطه الفكري ـ السياسي بالنظام القائم في إيران؟ الغريب أن لا إيران ولا حزب الله بقادرين عن التخلي عن بعضهما البعض تلقائيا لأن ذلك يعني فيما يعني تشكيل خطورة غير عادية عليهما، ويجب أن لا ننسى بأن التورط الايراني في سوريا لمنع سقوط نظام الاسد، قد كان بالاساس خوفا من ضمور حزب الله بعد سقوط نظام الاسد (الذي كان محتملا في بدايات الاحداث في سوريا)، وما كان يعني ذلك تشكيل خطر جدي على النظام في إيران.

بقاء واستمرار النظام في إيران، يعني بقاء فلسفته التي تبيح له على أساس نظرية دينية بسط نفوذه في المنطقة، أما تغييره الجذري فيعني نهاية المشروع الايراني وضمور أذرعه في لبنان والعراق واليمن وسوريا ونفس الامر بالنسبة لخلاياه النائمة والاذرع العقائدية التابعة له في دول المنطقة الاخرى والعالم، وإن واحدا من أهم بقاء وإستمرار النظام الايراني هو نفوذه من خلال أذرعه في المنطقة ويجب أن لا ننسى أو نتجاهل بأن إحدى أهم العوامل تخفيف أثر العقوبات الدولية على إيران ولاسيما خلال عهد أوباما، كان بسبب نفوذه في العراق حيث صار العراق جسرا ومنفذا مفتوحا له، أما حزب الله فقد صار بمثابة سيف مسلط ليس على رأس الشعب اللبناني فقط وانما شعوب المنطقة أيضا كما إن ما يضطع به جماعة الحوثي في اليمن يدل على إنه ليس مجرد ورقة وانما بندقية متطوعة عقائديا لطهران ضد اليمن والسعودية وبلدان الخليج، وبعد هذا فهل إن المنطقة التي ترى الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بهذا النظام ويريد تغييره، فإن الاوضاع الحالية التي من شأنها التمهيد لذلك خصوصا وإن الداخل الايراني کان يغلي قبل حدوث ونشوء الازمة الامريکية ـ الايرانية ولکن هذه الازمة ستکون في صالح الشعب الايراني خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار بأنه وفي شهر أبريل (نيسان) الماضي، وقعت 208 مظاهرات على الأقل في إيران ضد النظام، بينما حاول النظام بقمع المواطنين المتظاهرين، ومنع المزيد من الاحتجاجات، وفي الأسبوع الأول من شهر مايو(أيار)، خرج المعلمون والمدرسون الإيرانيون في أكثر من 35 مدينة في مظاهرات في وقت واحد رغم اعتقال زملائهم وحبسهم وطالبوا بالإفراج عن السجناء السياسيين. وإن الولايات المتحدة لو بقيت متمسکة بنهجها المتسم بالحزم والصرامة، فإن ذلك من شأنه أن يدفع النظام أکثر نحو الزاوية ويجعله أضعف من أي وقت مضى، وهو أمر يجعل إحتمالات سقوطه واردة خصوصا إذا مابقي الحال على الوضع الحالي أي بقاء العقوبات وبقاء الاوضاع الوخيمة في إيران على حالها، ولاريب من إن بلدان المنطقة ستجد نفسها ترحب بالتغيير لو جرى في إيران، إذ إن ذلك من صالحها، ولکن يجب على بلدان المنطقة أن تسعى من جانبها لتإييد ودعم التغيير في إيران من خلال دعم ومساندة نضال الشعب الايراني من أجل الحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى