Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Pagesآخر الانباء عن إيراناشرفالأخبار

صفقة مشبوهة

صفقة مشبوهة – بقلم : سعاد عزيز

کانت ولازالت قضية محاکمة أسدالله أسدي، السکرتير الثالث السابق في السفارة الايرانية في النمسابسبب قيادته لعملية إرهابية کان هدفها تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، بمثابة واحدة من أکبر الانتکاسات التي تعرض لها النظام الايراني على الصعيد الدولي وعلى الرغم من إنه قد بذل جهودا إستثنائية من أجل الافراج عنه لکن جهوده ومحاولاته باءت بالفشل عندما حکمت المحکمة عليه وعلى المجموعة الارهابية التي کان يقودها بالسجن لفترات زادت عن العشرين عاما.

حکم المحکمة البلجيکية على أسدي ومجموعته وکما وصفته الاوساط السياسية والاعلامية، کان بمثابة حکم ضد النظام الايراني ذلك إن هذا النظام قد إستفاد من الغطاء الدبلوماسي في تنفيذ مخططه الارهابي، والاهم من ذلك إن هذا الحکم قد أصبح عائقا کبيرا بوجه النظام من حيث نشاطاته المستقبلية بنفس السياق، ولذلك فإن النظام الايراني لم يکف عن محاولاته ومساعيه وخصوصا إنه إذا تخلى عن تصدير التطرف والارهاب فإن ذلك يفقده واحدا من أهم مصادر القوة والإبتزاز وممارسة الضغط على الآخرين،  ومن هنا فإن ماقد تم نشره في وسائل الاعلام العالمية بخصوص عزم البرلمان البلجيکي التصويت على مشروع قانون الحكومة الخاص بنقل السجناء بين بلجيكا وإيران. ولاريب من إنه لو جرى تمرير هذا القانون، فسيسمح للمواطنين الإيرانيين المدانين بجرائم في بلجيكا بقضاء عقوباتهم في إيران، أو بکلام أکثر وضوحا فإن أسدالله أسدي وزمرته سيتم إطلاق سراحهم وکل شئ يعود الى ماکان عليه، وهذا مايعني إن النظام الايراني قد وجد أخيرا الثغرة التي يدخل منها وينقذ عملائه من تنفيذ الاحکام الصادرة بحقهم!!

ردود الفعل لمختلف الاوساط الحقوقية والسياسية والاعلامية الدولية الغاضبة ازاء هذه الصفقة التي صارت معروفة ب”المخزية” وخصوصا بعد أن صار واضحا بأن أسدالله أسدي لم يکن في حقيقة الامر دبلوماسيا وإنما کان ضابطا کبيرا في الاستخبارات الايرانية وهو العقل المدبر لمٶامرة تفجير التجمع السنوي للعام 2018، وهو من قام بنفسه بنقل القنبلة عبر ألمانيا الى لوکسمبورغ وقام بتسليمها الى عملائه هناك، وإن تنفيذ هذه الصفقة ونقل أسدي ومجموعته الى إيران، يعني بمثابة إفلاتهم من العقاب والسماح لهم مرة أخرى بمعاودة نشاطاتهم السابقة!

ولاريب من إنه إطلاق سراح أسدي تحت أي ذريعة هو أهم من جهود محاربة ومواجهة إرهاب الدولة الإيراني على الأراضي الأوروبية وإضعاف التعاون في مكافحة الإرهاب الذي أدى إلى اعتقال أسدي وإدانته، وفي کل الاحوال فإن هذه الصفقة هي صفقة مشبوهة بحق ويجب مواجهتها وعدم السماح بها مهما کلف الامر.

زر الذهاب إلى الأعلى