بحزاني – منى سالم الجبوري:
معروف للجميع القول المأثور تمخض الجبل فولد فأرا والذي يطلق على من يدعي القيام أو الاتيان بأمور عظام وغير عادية، لکن في النتيجة لايتمکن إلا من أمر تافه لايمکن مقايسته بما کان يزعمه ويدعيه.
النظام الايراني وعلى لسان مرشده الاعلى خامنئي، وبعد الصفعة القوية جدا التي تلقاها على أثر إنتفاضة 16 سبتمبر، قام بإبراز عضلاته المترهلة من جديد في خطبته العنترية التي ألقاها بمناسبة السنة الايرانية الجديدة والتي أکد فيها على إن نظامه سيغير من الاوضاع الاقتصادية وسيقوم برفع مستوى الانتاج، لکن ماجرى نشره من إعترافات مثيرة خلال الايام الاخيرة، تٶکد بأن کل مازعمه وإدعاه خامنئي لم يکن إلا مجرد هواء في شبك أو زوبعة في فنجان.
المقالة التي نشرتها صحيفة جمهوري تحت عنوان اخشوا انتشار الفقر بين الناس، حيث توجهت فيه الى مخاطبة والد زوجة إبراهيم رئيسي، وممثل الولي الفقيه في مشهد الملا احمد علم الهدى للتحذير من اليوم الذي يثور فيه جيش الجياع خصوصا عندما أشارت الى تقسيم أصحاب السلطة اللقمات الدسمة فيما بينهم ومطالبتهم الناس التحلي بالصبر، وتناول وجبة أقل، والعودة إلى زمن الأكل الخفيف!
والمثير للسخرية والتهکم، إن الصحيفة وهي تخاطب أصحاب السلطة في النظام، قامت بإستخدام عبارة على الأقل فكروا في بقائكم وحكمكم إذا كنتم لا تقومون بمهمتكم الدينية والقانونية وهي خدمة المحرومين وتحقيق العدالة ، وبقراءة مابين الاسطر، يبدو الوضع العام المزري في إيران في ظل حکم هذا النظام واضحا تماما.
لکننا إذا ما وضعنا ماقاله عضو البرلمان نوري قزلجة تحت الانظار من حيث إن الحديث عن السيطرة على التضخم، ونشر احصائيات بهذا الخصوص، من نسيج خيال الحكومة، مشيرا الى ان نسبة التضخم بلغت 120٪ ولا تعترف الحكومة الا بـ 40٪، ومؤكدا على ان اللعب بالأرقام لا يخفى عن الناس، الذين يتسوقون يوميا. عندئذ لاتوجد من حاجة هناك لقراءة مابين أسطر تصريحات القادة والمسٶولين في
النظام الايراني.
ماقد أسردنا ذکره، يأتي وبشکل خاص بعد تجمع إيران الحرة 2023، والذي فضح النظام شر فضيحة وأثبت بأن النظام في أضعف حالاته وإن کل مايدعيه ويزعمه ليس إلا مجرد کذب ونسج من خياله المريض، وإن الواقع القائم في إيران لايزال کالبرکان الذي يغلي غضبا وقد ينفجر الانفجار الکبير الذي لايبقي النظام في أية لحظة.
وعودة الى القول المأثور الذي أوردناه في بداية هذا المقال، فإننا نقول إن ماتمخض عن مزاعم خامنئي وخطبته العنترية التي ذکرناها ليس فأرا عاديا بل إنه فأر مشوه!