فلاح هادي الجنابي – الحوار المتمدن: من عادة نظام الملالي أن لايرکنوا الى جادة الحق والصواب إلا عندما يجبرون على ذلك إجبارا ويجدون أنفسهم في وضع لايسمح لهم أبدا على التصدي لذلك التحدي ومواجهته ولذلك فإنهم وفي هکذا حالات ينصاعون للأمر الواقع ويقبلو بالحق وهم صاغرين مرغمين مع ملاحظة إنهم کلما وجدوا طريقا أو منفذا أو سبيلا للتهرب والتملص من ذلك فإنهم سيسارعون ويستغلون الفرصة فالخيانة والنفاق والکذب والخداع يجري في عروقهم مجرى الدم.
المواقف الاخيرة لنظام الفاشية الدينية بإعلان الحرص على أمن وإستقرار المنطقة والاستعداد من أجل إبرام إتفاقيات ومعاهدات من أجل ضمان ذلك، إنما هو بسبب أنهم صاروا محاصرين ويعلمون بأن مصيرهم الاسود صار قريبا ليخلص الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم من شرورهم وقذارة دورهم المشبوه، خصوصا بعد أن صارت آثار العقوبات الامريکية تظهر عليهم بوضوح تماما کدور وتأثير الاحتجاجات الداخلية ونشاطات معاقل الانتفاضة التي سلبتهم الراحة والطمأنينة وجعلتهم يعيشون هاجس إندلاع الانتفاضة الکبرى وإجتياح النظام وإسقاطه ولاسيما وهم يشهدون تزايد الرفض العربي والاسلامي المتصاعد لهم، فإن نظام الملالي وکعادته الخبيثة دائما يريد التمويه على المنطقة والعالم وإظهار نفسه بموقف المحب والمدافع عن إستتباب الامن والاستقرار لکنه وفي الحقيقة أکبر عدو لذلك من کل الجوانب.
الکذبة البائسة والمفضوحة التي يسعى هذا النظام القمعي الدموي من أجل تسويقها خلال فترة ترنحه وعجزه الجلي هذا، کي يخدع بها المنطقة والعالم مجددا ويدفع عن نفسه التهديدات المحدقة به ويتکيف مع الوضع الحالي الذي يظهر واضحا بأنه يريد أن يزحزحه عن مکانه بعد أن ثبت عدم صلاحيته لکونه لايمثل الشعب الايراني ولايعبر عنه وإنه سبب کل المصائب والمآسي والبلاوي التي نزلت ليس على رأس الشعب الايراني فقط وإنما شعوب المنطقة والعالم أيضا، ولذلك فإنه لايوجد هناك من يصدق خزعبلات وتخريفات هذا النظام بعد أن إستطاعت المقاومة الايرانية من فضحه وکشفه على حقيقته البشعة وإنه معادي للجميع دونما إستثناء وإن لاسبيل للتعايش والتآلف معه لأنه لايٶمن بذلك أبدا.
لقد إنتهى عهد ومواسم ممارسة الکذب والخداع والتمويه من جانب هذا النظام، إنتهى ذلك العهد الذي يخرج فيه هذا النظام على العالم بکلام منمق ويعمل عکسه وخلافه تماما، إنه أمام عهد المحاسبة ووضع کافة أعماله وتصرفاته تحت المجهر، فقد صارت اساليبه کلها معروفة وإنه قد وصل ليس الى نهاية الخط وإنما الى حافة الهاوية تماما!