Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

عيين لاريجاني لرئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، هو نتيجة لمأزق خامنئي

حديث اليوم

حديث اليوم
إن التطورات الداخلية والدولية الناجمة عن انتفاضة الشعب الإيراني طالما جعلت نظام الملالي أكثر عزلة وانكماشًا. لقد ولت الحقبة التي كان النظام يجول ويصول فيها بأعماله الإرهابية واحتجاز الرهائن بمثابة «نوع من القوة» في ظل سياسة الاسترضاء من قبل أسياد العالم. لم يحدث هذا الوضع عفويًا، وإنما جاء نتيجة المقاومة الإيرانية المستمرة والنهوض والانتفاضة المتواصلة على مدى السنوات الماضية، ولا سيما في العامين الماضيين.

أحد الأمثلة على نهاية تلك الحقبة من فسح المجال أمام النظام محليًا ودوليًا، هو العقوبة المفروضة على المسؤولين المجرمين للنظام وآثارها وتداعياتها داخل السلطة. أحد هذه الأمثلة مرتبط بالملا المجرم والمبغوض، صادق لاريجاني، كبير الجلادين في جهاز قضاء النظام، الذي يخضع للعقوبات الدولية، لكن خامنئي عيّنه لرئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام والعضوية في مجلس صيانة الدستور مع الاحتفاظ بموقعه الحالي في رئاسة السلطة القضائية.

دلالة المأزق المستعصي لخامنئي
إن تعيين الملا لاريجاني في رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام وإمكانية إزاحته من السلطة القضائية، والتي تنتهي في أغسطس المقبل، أمر مهم في عدة جوانب:
1. لاريجاني اسمه مدرج في قائمة العقوبات بسبب تعدد الجرائم التي ارتكبها خلال فترة رئاسته في هذا المنصب. وبهذا الصدد كتبت وكالة رويترز «صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية المتشدد، وضع اسمه على القائمة السوداء من قبل واشنطن، وينظر إلى صادق لاريجاني على أنه حليف وثيق لخامنئي. وأصدرت واشنطن عقوبات ضد صادق لاريجاني و 13 شخصًا آخرين في يناير بتهمة انتهاكات حقوق الإنسان ودعمه لبرنامج الأسلحة الإيراني».

تجدر الإشارة إلى أن لاريجاني ظهر على شاشة التلفزيون عدة مرات في خضم انتفاضة التي بدأت في ديسمبر 2017، مهددًا المواطنين بالإعدام. وفي تلك الأيام، تعرض العديد من الشباب المنتفضين ضد النظام، للقتل في السجون تحت قيادة لاريجاني، وأعلن أنهم قد انتحروا مما تسبب في فضيحة عالمية للنظام.
2. الكراهية العامة للمجتمع الإيراني، وخاصة جيل الانتفاضة حيال صادق لاريجاني.إنه شخصية مكروهة بين زمر النظام بسبب القسوة، ومن ناحية أخرى، بسبب نهب الأموال العامة.

3. قحط الرجال لدى خامنئي لتعيين رئيس مجلس المصلحة بعد موت الملا شاهرودي. الحقيقة هي أنه بعد موت رفسنجاني، أصبح تعيين رئيس لمجلس تشخيص مصلحة النظام أزمة لخامنئي. في الانتخابات الأخيرة لهذا المجمع، كان 31 شخصًا ضد رأي خامنئي، وهو أمر مهم جدًا بالنسبة لمكان مثل مجمع تشخيص مصلحة النظام.
4. يمثل هذا التحول انعكاسًا لتطور المجتمع المتزايد ضد النظام برمته، فضلا عن حالة المأزق التي يواجهها النظام في استخدام القمع بشكل سافر. ويرجع سبب ذلك إلى تعاظم الانتفاضات والشعارات الأكثر حدة ضد النظام: «لا الحاكم ولا الحكومة، يفكرون في الأمة!» ، «عارنا، عارنا، حكومتنا!»، «نحن نقف ، ونناضل، ونستعيد حقنا!»، «عدونا هنا ، يقولون كذبًا إنه أمريكا!»، «الوجه للوطن، والخلف للعدو!» و …

5. من الجدير بالذكر أن خامنئي لم ينجح بعد في عملية التعيين أن يعيّن إبراهيم رئيسي خلفًا لـ «لاريجاني» في القضاء. في هذا الصدد، فهو يخاف بهذا الصدد من النفور والكراهية الاجتماعية تجاه رئيسي. يذكر أن الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية للعام 2017 قد خيّب آمال خامنئي وقدم رئيسي كأحد عناصر آلة الموت في مجزرة صيف عام 1988، مما كان له أيضا انعكاس عالمي.

المرحلة المشتركة للديكتاتورية
ترتبط المحاور المذكورة أعلاه في نقطة واحدة: الدكتاتوريون يظهرون في المرحلة الأخيرة من سلطتهم بهذه العلامات. إضافة إلى المواضيع المذكورة أعلاه التي تدل على المرحلة الأخيرة للنظام وأعراضها، هناك 3 تصريحات في داخل النظام تشهد على ذلك.
شرحت فائزه هاشمي رفسنجاني في أحدث تصريحاتها يوم 27 ديسمبر انعكست بشكل واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، إحداثيات الواقع الحالي لنظام الملالي على النحو التالي: «من وجهة نظري فإن الانهيار الحقيقي وقع داخل النظام الإيراني وأن الانهيار الظاهري والهيكلي لم يتحقق بعد وأرى بأقوى احتمال سيحدث ذلك… لأنه ترون العجز والفشل في كل مكان».

مثال آخر من نهاية عهد الدكتاتوريات هو تصريح حسن خميني في حسينية جماران حيث قال: «ليس هناك ما يضمن أن نبقى ويرحل الآخرون. إذا لم تلتزموا بالقواعد، فسيأخذون الساحة منكم. يجب أن تخشوا اليوم الذي ستنهار فيه المناصب وتتغير الأدوار».

إجبارات في المرحلة النهائية
لا شك أن خامنئي نفسه والمعنيين في نظامه يستشعرون ويدركون المرحلة النهائية على نحو أفضل. ولهذا السبب أنهم يظهرون علامات المأزق والطريق المسدود في جميع المجالات. المأزق الذي سببته فقط المقاومة المنظمة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية وانتفاضات الشعب الإيراني المستمرة. واعترف قادة النظام بما في ذلك خامنئي مرات عدة بدور قيادي لمجاهدي خلق في الانتفاضات داخل البلاد. تلاحم هذين العاملين المؤثرين اللذين تتصدر العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية عنوان مطالبهما، قد جعل نظام الملالي بأسره في مأزق مستعص أحد أعراضه الرئيسية هو هذا الضعف والجمود الذي اصيب به خامنئي بحيث يضطر أن يستخدم أحد بيادقه في مركزين مفصليين، وليس له بيدق آخر للعب.

زر الذهاب إلى الأعلى