Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

هل إن طهران لاتريد إتفاق جديد مع واشنطن؟


صورت كوردستان – سعاد عزيز: الهجوم العنيف الذي شنه قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ضد من يدعون في طهران الى إتفاق جديد مع الولايات المتحدة الأميركية، ووصفهم بالأعداء، قائلا إن من يسعون إلى مثل هذا الاتفاق هدفهم “تجفيف التيارات الإسلامية”، وبطبيعة الحال فإن من يقصدهم هم أفراد محددين في جناح روحاني، ولاريب فإن سليماني هو من العناصر المقربة من المرشد الاعلى ومن يحسب له حساب خاص في دوائر إتخاذ القرار في طهران وحتى يصفونه بأنه سيکون له شأن خاص في حال إجراء تغييرات کبيرة في النظام، ولذلك فإن لتصريحاته وفي ظاهر أمرها أهمية خاصة ولکن مع ذلك قد لاتعکس الحقيقة کلها.

العقوبات الامريکية وماقد تمخض عنها من آثار ونتائج وتداعيات سلبية على الاوضاع في إيران ولاسيما وإن إيران کانت تعاني قبل العقوبات من أوضاع بالغة السلبية، ولعل ماقد إعترف به محمد باقر قاليباف، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام والذە قال فيه إنه: “وفقا للدراسات فإن العقوبات الأمريكية تؤثر على 30 في المئة من المشاكل، وأن 70 في المئة من المشاكل التي نواجهها ولم نحلها سببها سوء الإدارة والفساد في البلاد.”، لکن الذي يعمق ويضاعف من تأثير العقوبات الامريکية هو مايجري في داخل إيران من أوضاع غير مستقرة بسبب الرفض الشعبي المتصاعد ضد النظام والذي صارت تتخذ طابع المواجهة والنشاطات الحرکية خصوصا وإن خلايا ومجاميع معارضة في داخل إيران قد قامت وخلال شهر بالقيام ب 124 عملية تعرض لمراکز ومقرات أمنية وعسکرية إيرانية.

تصريح سليماني هذا مع الطابع الهجومي الذي رافقه وکونه مقربا من المرشد ومحسوبا عليه، لکننا لو تذکرنا خلفيات ماجرى أثناء مفاوضات الاتفاق النووي ولاسيما خلال الاشهر الاخيرة من عام 2014 وأشهر النصف الاول من العام 2015، فإننا نلاحظ بأنه کان هناك تبادل ملفت للنظر في الادوار وفي التصريحات”المرنة”و”المتشددة”، وکيف إن المرشد الاعلى قد بادر وقبل أسبوع واحد فقط من التوقيع على الاتفاق النووي في تموز2015، قد أعلن 19 خطا أحمرا لايمکن تجاوزه کما أکد، ولکن تم التوقيع على الاتفاق وجرى تجاهل تلك الخطوط وکأنها لم تکن في الاساس!

لعبة تبادل الادوار في طهران مستمرة وبصورة ملفتة للنظر ولاسيما مع إشتداد الضغوط وتزايدها بصورة إستثنائية على النظام، يبدو إن القادة الايرانيين يرون هناك ضرورة للعودة إليها وممارستها، وهي لعبة يتم فيها إبقاء خطوط الرجعة مع الطرف الاخر، وحتى إن الهجوم العنيف الاخر الذي شنه المرشد الاعلى بدوره قبل فترة وجيزة على الاوربيين وشکك بدورهم لکنه مع ذلك ألمح الى إبقاء”حبل الود”وعدم قطعه، ولذلك فإنه من المرجح جدا إن طهران ستبادر في نهاية المطاف الى السير بإتجاه العمل من أجل إتفاق ثان مع واشنطن، علما بأن هناك أوساط تٶکد بأن طهران تسعى عبر وسطاء من أجل التواصل مع إدارة ترامب.

زر الذهاب إلى الأعلى