دوريات الموت في إيران
سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
الحوار المتمدن-العدد: 7375 – 2022 / 9 / 18 – 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
من ضمن الوعود التي قطعها على نفسه ابراهيم رئيسي في برنامجه في إنتخابات الرئاسة الاخيرة التي فاز فيها، هو إنه “ضد دوريات الإرشاد وضد القيود”، علما بأن هذه الدوريات ترکز على النساء وتقوم بقمعهن وإضطهادهن بصورة واضحة ومثيرة للإستياء والسخط، لکن وبعد عام على رئاسته فإنه وکما رجل الدين رسول منتجب نيا، فقد” أطلق العنان بقوة لهذه الدوريات التي تتعامل مع النساء بصور سيئة للغاية”!
دوريات الارشاد التي تذکر الى حد ما بعصر محاکم التفتيش سيئة الصيت، يتناقل الشعب الايراني ماتقوم به وتفعله من ممارسات وأعمال مشينة وبالغة السوء ضد النساء، ومع إن الاصوات في داخل وخارج إيران ضد هذه الدوريات، غير إن النظام ليس لم ينصت لهذه الاصوات فقط بل وحتى قد أصر على التمادي أکثر في دفع هذه الدوريات لکي تمارس القسوة والعنف المفرط ضد النساء بدعوة وزعم”سوء الحجاب”، وإن سقوط فتاة تبلغ من العمر 22 عاما نتيجة إعتداء ضباط ادوريات الارشاد عليها وموتها دماغيا، يٶکد الى أين وصلت الامور مع هذه الدوريات التي نفضل أن نسميها بالدوريات القرووسطائية!
بحسب ما قد أفادت به وكالات الأنباء الحكومية أن مهسا (جينا) أميني، 22 عاما، من سقز بمحافظة كردستان، كانت قد سافرت إلى طهران مع أسرتها، اعتقلت من قبل دورية إرشاد يوم الثلاثاء 13 سبتمبر الجاري عند مدخل طريق حقاني السريع. وقاوم كيارش، شقيق مهسا، اعتقال أخته وتعرض لمعاملة عنيفة من قبل الضباط.
وبحسب ماقد نقلت هذه الوکالات، فقد قامت دورية إرشاد بنقل مهسا أميني إلى شرطة “الأمن الأخلاقي“، وبحسب كيارش، سمعت صرخات بعد دقائق من داخل المبنى، وقام الضباط بتفريق الأهالي القلقين بالغاز المسيل للدموع وضربات الهراوات. أخيرا، أكدت إحدى الفتيات المطلق سراحها أنه تم نقل مهسا من مبنى شرطة الأمن الأخلاقي في سيارة إسعاف. وبحسب هذا التقرير، بعد ساعتين فقط من الاعتقال، أعلن الأطباء في مستشفى كسرى تعرض مهسا أميني لموت دماغي بإعلان تشخيص إصابتها بنوبة قلبية وسكتة دماغية متزامنة. وأكد شقيق مهسا أنه على الرغم من عدم السماح له بتصوير أخته، إلا أنه رأى كدمات على وجهها وساقيها.
هذه الممارسات القرووسطائية التي يصر النظام الديني القائم في إيران على التمسك بها وعدم التخلي عنها والتي تجسد حقيقة عداء وکراهية النظام للنساء وسعيه المتواصل من أجل فرض القيود عليهن وجعلهن يتمسکن باساليب قرووسطائية في الحياة اليومية والحقيقة إن هذه الدوريات التي تسمى کذبا وبهتانا بدوريات الارشاد فإنها ليست في الحقيقة إلا دوريات الموت!