Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

المفارقة

مظاهرات انصار مجاهدی خلق فی نیویورک
دنیا الوطن – أمل علاوي: التمشدق بالعبارات السياسية الرنانة والبراقة وإطلاق التصريحات والخطب التي لايفهم منها عامة الشعب شيئا، هو دأب وعادة الانظمة الديکتاتورية التي لايهمها أي شئ سوى بقاء وإستمرار حکمها، وإن التصريحات الصادرة عن القادة والمسٶولين الايرانيين في خضم الاوضاع المتأزمة في إيران والمنطقة والتي يبدو واضحا بأن الشعب الايراني يتحمل تبعاتها وآثارها السلبية أکثر من غيره، لاتعني شيئا للشعب الايراني الذي بات معدل دخل المواطن الإيراني في ظل هذا الحکم، أقل من خط الفقر بنسبة 70 بالمائة!

طوال 40 عاما من إطلاق الشعارات الحماسية والرنانة ضد أمريکا وإسرائيل، فإن الذي کان المتضرر الاکبر ودفع ثمن هذه الشعارات الذي صار واضحا بأنها إستهلاکية، فإنها مفارقة فريدة من نوعها بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أطلق وعودا وعهودا ببناء مجتمع مثالي ينعم بکل أسباب ومقومات الحياة والتي فشل في تحقيقها فشلا ذريعا، فإنه وبدلا عن ذلك يعلن عن إمکانيتها في إشعال حرب شاملة فيما لو تم الرد عليه بسبب قصفه لمنشآت أرامکو والذي صارت أصابع الاتهام کلها موجهة ضده وکأن شعب کل ومل من نهج وسياسات هذا النظام وعانى الامرين منه حتى وصل الى حالة يرثى لها لم يعد ينقصه إلا أن يصبح حطبا لحرب ضروس شاملة!

هذه التصريحات النارية المنطلقة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين تتزامن مع إحتجاجات شعبية عارمة ونشاطات متزايدة لمعاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الى جانب التظاهرات الضخمة للجالية الايرانية في بلدان العالم والتي دأبت على القيام بها خلال الاشهر والاسابيع الاخيرة بل وإن التظاهرة القادمة التي من المزمع أن يقوم بها الالاف من أبناء الجالية الايرانية في الولايات المتحدة الامريکية في يوم الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر والتي تتزامن مع الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ستطالب دول العالم بدعم وتإييد النضال العادل والمشروع للشعب الايراني من أجل الحرية وتغيير النظام، وسيٶکد المتظاهرون بأن المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ورئيسه حسن روحاني لا يمثلان الشعب الإيراني الذي هدف ضدهما “الموت لخامنئي، الموت لروحاني” خلال الانتفاضات الشعبية على حد سواء، مطالبين بالإطاحة بهذا النظام وإقامة الديمقراطية کما سيدعون الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات شاملة على النظام بسبب الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وتصدير الإرهاب، واستمرارالبرنامج النووي والصاروخي، وإحداث الفوضى في منطقة الشرق الأوسط. وبطبيعة الحال فإن هذه التظاهرة وکذلك مايجري في داخل إيران من جانب الشعب وقواه الوطنية الفعالة المتمثلة في المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، تختلف تماما عما يٶکد عليه قادة ومسٶولوا النظام، وهذه المفارقة لايجب أن تلتبس على أحد إذ أن هذا النظام وقبل أن يدخل في أزمته الکبرى هذه، کان ولايزال وسيبقى مرفوضا من جانب شعبه العازم على إسقاطه.

زر الذهاب إلى الأعلى