حدیث العالم – سعاد عزيز:
بعد عام من ولاية ابراهيم رئيسي، وبعد أکثر من 50 وعدا وعد بتنفيذه للشعب من أجل تغيير الاوضاع نحو الاحسن، وبعد أن وصفه المرشد الاعلى للنظام خلال إحتفالات رأس السنة الايرانية بأنه من”حلويات” العام الجديد، فإن الشعب الايراني في ضوء ذلك ولاسيما وفي ضوء الرئيس”الحلوى” الذي قدمه، صار يشعر بمرارة لم يشهد لها مثيلا خلال عهود الرٶساء السابقين!
الشعب الايراني المعروف بروح الدعابة والنکتة، فإنه يتندر ب”الحلوى” التي قدمها خامنئي للشعب الايراني، ذلك إنه ومنذ أن باشر هذا الرئيس”الحلوى”بمهام منصبه وشرعت حکومته بالعمل، فإن طعم المرارة صار سائدا لدى الشعب الايراني وباتت الحلويات رويدا رويدا تنأى بنفسها عن الشعب الايراني وتصبح في صف ومستوى الکماليات!
رئيسي الذي کان النظام الايراني عموما وخامنئي خصوصا، قد أحاطوه بهالة من الدعايات وقدموه کحمل وديع وحتى ک”عمو نوروز”الذي هو بمثابة”بابا نوئيل” لدى الشعب الايراني، کل هذه الهالة الضخمة من الدعايات کانت من أجل التغطية على ماضيه الدموي الاسود ولاسيما إنه کان أحد أعضاء لجنة الموت التي قامت بتصفية وأبادة الالاف من السجناء السياسيين في غضون أقل من ثلاثة أشهر، لکن لايبدو إنه خامنئي والنظام الايراني لم يتوفقا فقط في مسعاهما فقط بل وحتى إن أحدا لم يصدق ذلك لأن رئيسي ومنذ الايام الاولى لولايته أثبت بأنه نفس ذلك الرجل الذي شهد وبدم بارد إبادة 30 ألف سجين سياسي ولم يرمش له جفن.
لانتکلم عن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة جدا في ظل العام البائس الاول من ولاية رئيسي إذ أن ذلك حديث ذو شجون لکننا نتحدث عن الأصل والاساس في رئيسي وهو دمويته وقسوته البالغة، إذ أن الممارسات القمعية قد إزدادت بصورة ملفتة للنظر وحتى إن جلاوزته يطاردون النساء الايرانيات في کل مکان بزعم الحجاب ليجسدوا حقيقة کراهية وعدائية النظام للمرأة والسعي لفرض مفاهيم وأفکار وقيم القرون الوسطى عليها.
أما تنفيذ أحکام الاعدامات فإنها قد تم تصعيدها بصورة ملفتة للنظر حتى إن الاوساط الحقوقية الدولية صارت ترکز على ذلك في تقاريرها وتدعو النظام الايراني الى التوقف والحد منها، وإنه من المفيد هنا أن نشير الى إن النظام الايراني وفي يوم الثلاثاء السادس من سبتمبر الجاري قد قام بتنفيذ حکم الاعدام شنقا ب12 سجينا في مدن ميناب وکرج وتايباد، وبحسب ماقد کشفت عنه لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة، في بيانها الصادر في 16 مايو 2022، فإن هناك 5197 سجينا حاليا محكوم عليهم بالإعدام أو قصاص النفس.