ترقب وحذر وقلق

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

مع کل تلك المساعي المختلفة التي يقوم بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترات الاخيرة من أجل إظهار إن الاوضاع على مايرام في البلاد وإن النظام يمسك بزمام الامور بقوة وإحکام، إلا أن العقيقة والواقع وطبقا للمعطيات والاحداث والتطورات الجارية في داخل إيران فإن ليس هناك مايمکن أن يدل على إن الاوضاع طبيعية ومستقرة بل وحتى إن التوتر يبدو أکثر من واضح على معظم الاوضاع.
حالة الجمود التي طرأت على المفاوضات النووية وتزايد التوقعات بشأن إحتمال فشلها، والتوتر الملفت للنظر الذي طرأ على الساحة الايرانية بعد حادثة قتل الشابة العشرينية مهسا أميني على يد دوريات الارشاد التابعة لما يسمى بشرطة الاخلاق، إستمرار التدهور الاقتصادي ناهيك عن النشاطات السياسية والحرکية المختلفة التي تقوم بها وحدات المقاومة ضد مٶسسات النظام القمعية، کل ذلك ينعکس على النظام سلبا ويخلق أجواءا يبدو فيها النظام في حالة يغلب عليه الترقب للأحداث والتطورات بقلق ومنتهى الحذر.
النشاطات السياسية والاعلامية الفضفاضة التي قام ويقوم بها النظام الايراني وبشکل خاص بعد أن تمت إدانة أثنين من عناصره أمام محکمتين أوربيتين والحکم عليهما بالسجن والاصداء الواسعة لذلك، لايبدو إنها تحقق أية نتيجة إذ أن أهم مشکلة صار النڤام يواجهها ولايتمکن من معالجتها هي إفتقاده للثقة أمام الشعب الايراني بشکل خاص وأمام المجتمع الدولي بشکل عام، وحتى إن مايحصل على صعيد المفاوضات النووية إنما هو في الحقيقة إنعکاس لإنعدام الثقة بهذا النظام وخصوصا بعد تجربة إتفاق 2015، الذي أثبت عمليا بأنه لايلتزم بالبنود ويسعى الى تأويلها وتفسيرها طبقا لتأويلاته الى جانب عدم توقف نشاطاته السرية.
لکن العامل الجديد الدي يمکن أن يجعل موقف ووضع النظام أسوأ بکثير وحتى يضاعف من توتره وقلقه هو ماقد أکدته صحيفة”نيويورك تايمز” بشأن صحة خامنئي المتردية وإحتمال وفاته وماينقل عن إمکانية تنصيب نجله مجتبى مکانه ولاسيما بعد الاعدادات التي جرت له سياسيا ودينيا وإعلاميا بهذا الشأن والتي جعلت الانظار تتجه إليه کخليفة لخامنئي وليس ابراهيم رئيسي الذي صار واضحا بأنه وبعد مرور عام على ولايته ولم يتمکن من تحقيق أية نتيجة إيجابية لصالح النظام، بأن حظوظه بهذا الخصوص قد تراجعت.
کل المٶشرات تدل وبکل وضوح بأن الترقب والحذر والقلق السائد من الممکن جدا أن يزداد بوتائر غير عادية ولاسيما فيما لو بقيت الامور والاوضاع مع ملاحظة إنه ليس هناك مايمکن أن يدل على أي إحتمال لتغيير الاوضاع نحو الاحسن بل إن العکس هو الارجح.