Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

عن التهديدات الايرانية

سعاد عزيز
صوت كوردستان – سعاد عزيز: عندما أعلنت طهران رسميا يوم 8 مايو السابق، انسحابها عن بعض التزاماتها من الاتفاق النووي، وأعلنت في 20 مايو المنصرم، أنها زادت إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب أربع مرات مع الحفاظ على معدل التخصيب القائم على التخصيب. وهذه الخطوة لاقت رفضا أوربيا قاطعا بل وإن روسيا والصين من جانبهما قد دعيا طهران الى عدم خرق الاتفاق النووي والالتزام به، لکن لايبدو إن طهران لم تکترث لهذه المواقف المتباينة وحتى لم تأخذ بالنصيحة الروسية ـ الصينية، عندما بادرت الى منظمة الطاقة الذرية الايرانية أنها تبدأ الخطوة الثانية في إطار تخفيض التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي في مفاعل أراك للماء الثقيل اعتبارا من اليوم الاثنين17 يونيو الجاري، وهو مايدل على إن طهران تسعى الى التصعيد أيضا والمضي في الطريق المعاکس تماما!

من الواضح جدا بأن سلوك إيران لهذا الطريق وسعيها التدريجي للإنسحاب من الاتفاق النووي المبرم في اواسط تموز2015، ليس بذلك الامر السهل الذي يمکن لها أن تحققه لأنه وللمرة الاولى هناك إجماع بين الدول الکبرى على ضرورة إلتزام إيران بالاتفاق النووي وعدم الانسحاب منه أو خرقه وإنتهاکه، ولذلك فإن إيران وعندما تصر على تجاهل کل ذلك، فإن الامر له دلالاته ويمکن حمله وتفسيره على أکثر من محمل.

هل تنوي طهران المضي في مواجهتها مع واشنطن الى النهاية من وراء هذا التصعيد؟ من الواضح جدا أنه ليس هناك من يعتقد بأن طهران تستطيع الوقوف بوجه واشنطن للنهاية، خصوصا وإن بنيتها التحتية وأوضاعها الاقتصادية والسياسية لاتسمح لها بذلك، کما إن إيران إذا ما أرادت من خلال سلوکها هذا أن تفتح ثغرة في الموقف الدولي لصالحها وتحدث فيه إختلافا ما، وهو أمر أيضا يمکن إستبعاده خصوصا وإن الاوضاع الدولية وحالة الاصطفاف بين القوى الکبرى، لاتفسح مجالا وحيزا تلعب فيه طهران، ولذلك فإن هذا الطريق أو الخيار يجب إعتباره مغلقا أمام إيران.

إصرار إيران على سلوك الاتجاه المخالف والمعاکس للولايات المتحدة الامريکية وعدم أخذها بالمواقف الاوربية والروسية والصينية، يأتي في غمرة إستعجالها المفرط من حسم الامور مع الولايات المتحدة ولکن بسياق يضمن لها قدر ملموس من المکاسب بحيث يعينها على أن تواصل مسيرها، وهذا الاستعجال المفرط يعود الى إن الاوضاع الداخلية في إيران والتي أخذت سياقا وإتجاها خاصا بعد الانتفاضة الاخيرة للشعب الايراني والتي إجتاحت 140 مدينة إيرانية حيث إن الشعب الايراني الذي يعيش حالة إحتقان غير مسبوقة والتي يرى المراقبون بأن هذه الحالة لايمکن بقائها طويلا وقد تنجم عن إنفجار غير عادي لها کما إن الاحتجاجات الشعبية لاتنقطع الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق، يضع النظام الحاکم في إيڕان برمته أمام وضع صعب جدا يمکن وصفه بالمصيري، ولذلك فإن إقدام إيران على القيام بالخطوتين الآنفتين، إنما هو من أجل ضمان مايمکنها أن تواجه به الحالة الداخلية، ولکن هل يمکن ذلك؟ إنه وبصراحة وبإختصار شديد أمر مشکوك به تماما!

زر الذهاب إلى الأعلى