الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لايجد النظام الايراني من أي تأثير يجابي أو صدى لما يزعمه بشأن الاوضاع السائدة ومن إنها تجري لصالحه والتي تراها معظم أوساط المراقبين والمحللين السياسيين بأنها لم تحقق أي تقدم أو تطور إيجابي يمکن الاستشهاد به أو الاشارة إليه، هذه الاوضاع، تتفاقم سوءا على مختلف الاصعدة حيث تتزايد الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالنظام وتجعله عاجزا وفاقدا لروح المبادرة والمناورة کما لم يعد أمامه أوراق فعالة للمساومة عليها، خصوصا بعدما صارت المنطقة والعالم على إطلاع کامل بالنوايا المشبوهة لهذا النظام ومخططاته ضد أمن وإستقرار بلدان المنطقة والذي تجلى واضحا في الحرب الدموية التي أشعل أوارها في غزة، لکن لايبدو إن الامور ستسير کما يريد ويشتهي النظام خصوصا وإن مسار الامور لايسير کما خطط له من قبل.
الازمة العميقة والحادة التي يعاني منها النظام التي إشتدت بشکل خاص خلال الاشهر الاخيرة من العام المنصرم حيث شهدت إنتفاضة سبتمبر2022، وتزداد شدة في العام الحالي بشکل ملفت للنظر، يجد نظام الملالي نفسه في وضع صعب للتصدي للأوضاع المتردية التي تعصف به من کل جانب وخصوصا من الناحيتين الداخلية حيث تتصاعد الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة بحيث توحي بإمکانية خرود الامور من يد النظام(وهو أمر أشار إليه العديد من المسؤولين في النظام)، ومن الناحية الخارجية فإن العقوبات الدولية والعزلة الدولية السائدة تطبق الخناق عليه، ولذلك فإن الاخير لايجد أمامه من متنفس ووسيلة لمواجهة کل ذلك سوى بمواصلة ممارساته القمعية وتصعيدها ضد الشعب الايراني الى جانب الاستمرار في تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وسعيه من أجل توسيع دائرة نفوذه من خلال تمهيد الاجواء المناسبة لأذرعه في المنطقة کي تأخذ بزمام المبادرة فيها.
الاوضاع الصعبة التي يواجهها النظام الايراني والتي تسير من سئ نحو الاسوأ بکثير، تجعل منه يعمل بکل مافي وسعه من أجل إيجاد مخرج له بأية طريقة ممکنة لکي يتفادى السقوط والذي صار قادة النظام بأنفسهم يحذرون منه وبشکل خاص بعد الاحداث والتطورات الاخيرة والتي أثبتت حقيقة أن إسقاط هذا النظام قضية تعني العالم کله ولابد له أن يساهم بدوره في دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير السياسي في إيران ولابد من التأکيد على إنه وبعد الانتفاضة الاخيرة وإستمرار الرفض الشعبي السائد للنظام قد صار يعطي أکثر من إنطباع للعالم برغبة الشعب الايراني في إلحاق هذا النظام بسلفه نظام الشاه، ولهذا فإن المهمة التي تنتظر نظام الملالي في هذه المرحلة يمکن وصفها بالمستحيلة ذلك إن کل المٶشرات تٶکد على إنه ليس هناك من أي أمل له بإجتياز المرحلة الحالية التي لم يسبق للنظام إن واجه النظا من نظير لها!