N. C. R. I : لو عدنا بأذهاننا الى الاعوام السابقة عندما کان الاشرفيون يتواجدون في معسکر أشرف بالعراق، فإن کل من کان يتابع الاوضاع والامور المتعلقة بهم ولاسيما من حيث عداء وتربص نظام الفاشية الدينية في طهران بهم،
فإنه لابد وأن يعلم کيف إن کل المٶشرات کانت تدل وقتئذ على إن النظام کان يخطط من أجل القضاء على الاشرفيين وإبادتهم عن بکرة أبيهم، وحتى إن إستمرار المخططات الاجرامية ضدهم وإرتکاب العديد من المجازر بحقهم وفرض حصار جائر عليهم من مختلف النواحي، کان يٶکد ويثبت حقيقة مايبتغيه النظام ويسعى الى تحقيقه.
من دون شك إن العالم کله بصورة عامة والشعب الايراني بصورة خاصة کان يعلم سر عداء النظام الايراني للأشرفيين وسعيه من أجل إبادتهم، إذ لم يکونوا مجموعة معارضين تقليديين للنظام بل إنهما کانوا منارا ومثلا أعلى للنضال لدى الشعب الايراني، وکانوا بمثابة قوة معنوية غير عادية ترفع من عزم الشعب في التمسك بإستمرار النضال ضد النظام القمعي وعدم التزام الصمت حياله، وهذا ماقد شکل مشکلة وعقدة مستعصية للنظام لم يکن من سبيل للخلاص منها إلا بالقضاء على سکان أشرف ومحو تأريخهم خصوصا وإن هذا النظام وکأي نظام ديکتاتوري آخر لايٶمن سوى بمبدأ القسوة والعنف والقتل من أجل تحقيق مآربه الاجرامية، وبطبيعة الحال فإنه لم يقصر بهذا الاتجاه ولکنه إصطدم بصخرتين صلبتين مترابطتين ببعضهما بصورة لايمکن فصم عراهما وکان من الصعب عليه تجاوزهما وهما:
الاول ـ الصمود والبسالة الاسطورية التي أبداها الاشرفيون بوجه مخططات وهجمات النظام الايراني عبر عملائهم ومرتزقتهم في العراق والذين کان يحظون بدعم وحماية کاملة من جانب الحکومة العراقية الخاضعة للنظام الايراني.
الثاني ـ النضال النوعي والملفت للنظر والذي قامت به السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من حيث جعل بلدان العالم والرأي العام العالمي ومراکز القرار الدولي على إطلاع وتواصل بما يقوم به نظام الملالي ضد سکان أشرف ومساعيه الاجرامية من أجل إبادتهم، وذلك ماشکل عقبة أمام هذا النظام وعملائه ومرتزقته في العراق فطفقوا يغيرون من شکل مخططاتهم واساليبهم لکي يحققون هدفهم الاجرامي.
الصفعة القوية التي تلقاها النظام الايراني بنجاح عملية الانتقال السلمي لسکان أشرف الى ألبانيا والتي أفشلت بل وحتى أجهضت حلمه المريض بإبادة الاشرفيين وصارت مبعث أمل وتفاٶل للشعب الايراني وبداية طريق جديد يغير من المعادلة القائمة النظام من جهة والشعب الايراني والاشرفيين من جهة ثانية بحيث تصبح لصالح الاخير، هذه الصفعة لايمکن وصف مدى قوتها وتأثيرها ووقعها على النظام الذي کان في خضم السعي الدٶوب والحثيث من أجل إبادتهم ولکن فطنة وحنکة ودراية السيدة رجوي ورٶيتها الثاقبة للأوضاع والامور ولنوايا النظام الخبيثة، جعلتها تسعى بکل مافي وسعها من أجل الحيلولة دون ذلك وقد جاء عملية الانتقال السلمي الذي تم على حين غرة من النظام لتثبت بأن الباطل لايمکن أبدا أن يهزم الحق.
إستقرار الاشرفيون في أشرف 3 والتأثيرات الايجابية الکبيرة التي نجمت وتداعت عنها على الشعب الايراني، کان من ثماره إنتفاضة 28 ديسمبر2017 و15 نوفمبر2019 و11 يناير2020، الى جانب تأسيس معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة وإستمرار الاحتجاجات الشعبية وتزايد غير عادي في إنضمام الاجيال الشابة لمنظمة مجاهدي خلق، ولذلك لم غريبا على النظام أبدا أن ينقل مٶامراته ومخططاته الاجرامية الى وکر إجرامه في ألبانيا والمسمى بالسفارة هناك من أجل مواصلة نهجه الاجرامي ضد الاشرفيين خصوصا بعدما أصبح أشرف 3 مرکزا وملتقى دوليا للتعريف بالقضية الايرانية مثلما کان ولايزال وسيبقى منارا للنضال من أجل حرية الشعب الايراني وإسقاط النظام، وإن الذي يثلج الصدر هنا، هو إن الحکومة الالبانية ليست کالحکومة العراقية العميلة للنظام الايراني بل إنها تصدت وتتصدى بحزم للمساعي والمخططات السوداء الاجرامية من وکر الشر والارهاب في تيرانا والمسمى بسفارة النظام، وبقدر مايفشل النظام في مواجهته مع الاشرفيين في أشرف 3 فإن الشعب الايراني يقترب أکثر من فجر النصر الذي بإنتظاره والذي صار قريبا بل وقريبا جدا.