Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Uncategorized

الانتخابات الإيرانية: هزيمة “ملحمية”!

الانتخابات الإيرانية: هزيمة "ملحمية"!

ایلاف – موسى أفشار:

نسبة الإقبال الضعيفة من قبل الناخبين شكلت إحراجاً جدياً للنظام الإيراني
هناك إجماع في أوساط النظام الإيراني السياسية والإعلامية مفاده أن الانتخابات الأخيرة لم تكن مسبوقة من حيث تدني المشارکة الشعبية فيها، واللافت للنظر أن نأي الشعب الإيراني بنفسه عن هذه الانتخابات کان متوقعاً، والتحشيد غير العادي لمؤسسات النظام وأبواقه، ولفترة طويلة سبقت الانتخابات من أجل حث لناس وتحفيزهم للذهاب إلى صناديق الاقتراع، أثبت أن النظام کان يخشى هذه النتيجة، فعقد العزم على الحيلولة دون حدوثه، لکن يبدو أن نجاحه کان بطعم الهزيمة المرة.

التصريحات البراقة التي أدلى بها قادة في النظام الإيراني، وأظهروا فيها أنَّ الانتخابات قد نجحت، وأنَّ مخططات الأعداء من أجل حث الشعب الإيراني على مقاطعتها قد باءت بالفشل، بل إن بعضهم ذهب إلى حد تصوير الحضور الشعبي “المتدني” بالحضور “الملحمي”، کانت من السماجة والبلاهة إلى حد دفع وجوهاً من داخل النظام إلى الرد على هذه التصريحات المجافية للحقيقة والمناقضة للواقع، وکان فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن في البرلمان السابق، واحداً من هؤلاء.

بيشە، وفي مقابلة مع صحيفة “ستاره صبح” الرسمية، قال: “في تاريخ الانتخابات الإيرانية، من غير المسبوق أن يتم تعبئة جميع موارد البلاد لجذب الناس إلى الصندوق. طوال تاريخ الثورة، لم يتم استخدام جميع القدرات التنفيذية والسياسية مثلما جرى الآن. في وسائل الإعلام الوطنية، تم استخدام جميع الوسائل من المناشدة والإغراء إلى التهديدات لجلب الناس إلى صندوق الاقتراع. في يوم الانتخابات، تم استخدام جميع الأدوات بحيث قاموا بتمديد الانتخابات دون داع حتى الساعة 12 ليلاً. حتى في بعض المدن، تم الإبلاغ عن أنَّ صناديق متنقلة على استعداد للذهاب إلى منازل الناس للحصول على الأصوات. تم التحشيد على مستوى البلاد للانتخابات التي تتناقص المشاركة فيها يوماً بعد يوم، وبالرغم من هذا الانخفاض، لا يزال يتم اعتباره ملحمة”!. إنَّ التمعن في هذا الکلام يجسد صورة نظام لا يزال يصر کذباً وزوراً على أنه نظام مدعوم من الشعب!

أما رئيس تحرير وكالة أنباء قوات الحرس التابعة للملالي، فقد قال من جانبه: “لقد كان عمل الجهاز الإعلامي والسياسي في البلاد ضعيفاً في إقناع المشككين، الذين مثلول حوالى 30 بالمئة. وكانت المشاركة في هذه الفترة الانتخابية أقل بنسبة 18 بالمئة من متوسط الانتخابات البرلمانية السابقة”، في حين اعترفت وكالة أنباء انتخاب الرسمية قائلة: “لا شك في أنَّ انتخابات هذه الفترة البرلمانية هي الانتخابات البرلمانية الأقل قوة في تاريخ الجمهورية الإسلامية”.

والأنکى من ذلك أنَّ صحيفة “اعتماد” کتبت تقول إن “النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، استناداً إلى إحصاءات رسمية وغير رسمية، تظهر أكبر انخفاض في نسبة الإقبال مقابل زيادة الأصوات الباطلة”، و”نظراً لتقارب عدد الأصوات المدلى بها مع الفترة السابقة والانخفاض غير المسبوق في أصوات المرشحين، يبدو أن جزءاً كبيراً من الأصوات كان باطلاً. لدرجة أن البعض اقترح أن يعلن أن الأصوات الباطلة في طهران ما إذا كانت هي الفائزة أو في المقام الثاني”، بل حتى إن محمد مهاجري، وهو صحفي مقرب من الاصوليين، قال إن “نتيجة الانتخابات البرلمانية في معظم المدن، حتى المدن الكبرى، بما في ذلك طهران، غريبة ومثيرة للاهتمام. أي الفائز الأول أو الثاني هو الأصوات الباطلة”!.

ما ذکر نزر يسير من کم هائل من الأحداث والتطورات الفضائحية التي رافقت انتخابات فضحت النظام الإيراني شر فضيحة، غير أن ما يثير السخرية أکثر أنَّ النظام يصف هذه الانتخابات بأنها “ملحمة”… حسناً، کانت ملحمة بحق، سطرت فيها هزيمة النظام أمام إرادة الشعب وليس أي شئ آخر!

زر الذهاب إلى الأعلى