Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

بإنتظار المستحيل

منى سالم الجبوري
بحزانی – منى سالم الجبوري: تمر الاوضاع المختلفة في إيران بمنعطف حساس وخطير قد يقود في النهاية الى إتجاهات لايمکن فيها أن يتفاءل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خيرا على مستقبله، خصوصا وإن المظاهر السلبية باتت تطغي على مختلف الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية والمعيشية والاهم من ذلك إن دائرة حل ومعالجة مختلف المشاکل والازمات العميقة التي تعصف بإيران تضيق أکثر فأکثر حتى تکاد الامال أن تنعدم نهائيا بشأنها.

تفاقم الاوضاع ورداءتها في أي بلد، تمهد لصراعات وتنافسات وتهيأ الارضية المناسبة لعمليات تغيير، وإن الذي يجري حاليا في إيران هو أمر بهذا الاتجاه، خصوصا وإن الصراع بين جناحي النظام، يتصاعد و يحتد أكثر من أي وقت آخر حيث بدأ اسلوب التهديد والوعيد بالاقصاء والتمهيش يتم تبادله علنا بين الجناحين.

تصاعد الصراع هذا يأتي في ظل عدة أحداث و تطورات مهمة بالنسبة لنظام الجمهوريـة الاسلامية الايرانية و أهمها:

ـ تراجع مکانة ودور وهيبة المرشد الاعلى للجمهورية بعد الانتفاضات الثلاثة التي عصفت بالنظام الايرانية منذ عام 2017 ولحد الان.

ـ الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها الشعب الايراني الى أبعد حد خصوصا بعد إعتراف مسٶولين إيرانيين بذلك وإقرارهم بأن هناك 40 مليون إيراني لايجدون لقمة العيش اليومية وهو مايجعل من إيران کبرميل بارود يوشك على الانفجار في أية لحظة.

ـ تراجع الدور الايراني في بلدان المنطقة ولاسيما في العراق ولبنان بعد الانتفاضتين العارمتين ضد نفوذه ودوره وضد دور أذرعه في هذين البلدين.

ـ إزدياد العزلة الاقليمية للنظام الايراني بعد مبادرة العديد من الدول للحذر منه وتحديد العلاقات معه.

هذه الاحداث و التطورات تأتي في وقت تجري فيه الاستعدادات للإنتخابات التشريعية القادمة، حيث يبذل کلا الجناحين الرئيسيين في إيران لفرض مرشحيه على الآخر، وإن هناك الکثير من المٶشرات على إن الانتخابات القادمة ستکون غير عادية بالمرة بل وستصبح ساحة أو حلبة لتصفية الحسابات بين الجناحين، وقد تنقلب وبالا على النظام، خصوصا وإن المعارضة الايرانية النشيطة والفعالة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يتصاعد دوره ومکانته ليس على الصعيدين الدولي والاقليمي فقط وانما حتى على الصعيد الداخلي وقد أکد هذا المجلس مرارا و تکرارا من إن ليس هناك أية فائدة تترجى من هذه الانتخابات لإنها ليس بوسعها أن تقدم شيئا للشعب الايراني بإتجاه تغيير وتحسين الاوضاع نحو الافضل وإن إنتظار الاحسن والافضل في ظل بقاء هذا النظام هو بمثابة إنتظار المستحيل بحد ذاته!

زر الذهاب إلى الأعلى