Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

إستعدادات من أجل مواجهة العاصفة

إستعدادات من أجل مواجهة العاصفة

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

مع إقتراب ذكرى الانتفاضة الإيرانية عام 2022، التي بدأت في 16 سبتمبر، بما أن النظام الإيراني يتوقع اندلاع الانتفاضات مرة أخرى، وبشکل خاص هذه الانتفاضة التي إستمرت لأشهر، فقد اتخذ إجراءات لمواجهتها.
خوف وقلق قادة النظام القرووسطائي المتزايد مع إقتراب الذکرى السنوية لهذه الانتفاضة يأتي متزامنا مع الاوضاع التي باتت تتفاقم أکثر من أي وقت آخر ولايستطيع النظام الحد من تدهور الاوضاع، تضاعف من قلقه ومخاوفه ولذلك فإننا وعند متابعة مايقوم به النظام من إجراءات وتدابير أمنية فإننا عندئذ نفهم مدى خوفه وهلعه من هذه الذکرى.
وفي خضم إستعدادات النظام الجارية من أجل مواجهة العاصفة المحتملة بوجهه، فقد أعلن المتحدث باسم قوات أمن النظام، في 16 يوليو، عن نشر دوريات لشرطة الآداب. وأثارت عودة هذه الدورية القمعية إلى الشوارع ومقاومة النساء غير المتوقعة ضدها جدلا داخل النظام. وبهذا الصدد، فإن الإشارة الى التصريحات الصادرة عن أحمد رضا رادان، الذي تم تعيينه قائدا لقوات الأمن الخاصة في 7 يناير 2023، أي في خضم الانتفاضة، وهو المعروف بدمويته، يوضح مدى سعي النظام منذ الان للتمادي في ممارساته القمعية التعسفية، وعلى سبيل المثال، فقد قال يوم الخميس 20 يوليو ، ردا على موجة الغضب الشعبي ومقاومة النساء لهذه الدوريات: “على الجميع أن يعرف أن هذه المهمة لا رجوع عنها”. بعبارة أخرى، يشير تأطير ملابس النساء كمسألة أمنية إلى مدى أهمية هذه “المهمة”.
وبنفس السياق فقد نقلت وكالة أنباء برنا الحکومیة عن أمين مجموعة العمل المعنية بالأضرار الاجتماعية للمرأة والأسرة التابعة للنظام قوله: “حسب التقارير، فإن ميزانية العام الماضي للحرب النفسية والمخصصة لوسائل الإعلام التي تهدف إلى خلق محفزات فعالة في أذهان الناس، تعادل 150 ضعف ميزانية إيران لسنة واحدة “. وأيضا من المهم جدا التذکير بتهديد حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري في 15 يوليو 2023، عندما قال من أجل إرعاب الشعب الايراني ولکي يرفع من معنويات قاوته المنهارة:” سنقوم بمحو المعارضة والمتظاهرين، لكننا ننقذ المخطئين الذين يحتاجون إلى مساعدتنا”!
أما كاظم صديقي، أحد كبار الشخصيات في التسلسل الهرمي الديني للنظام، كان أكثر قلقا بشأن معضلة الحجاب أكثر من قلقه من تكاليف المعيشة الخانقة. يقول ه‍ذا الملا إن النظام قد أنقذ من قبل “الأيدي الخفية” ويرى أولئك الذين لا يلتزمون بقانون حجاب النظام تهديدا للنظام، ويقول إن الأمن سيكون مضمونا من خلال “العمائم والشادور والاحتفالات الدينية”. بالطبع، الأيدي الخفية التي يشير إليها صديقي ليست سوى جهاز الظلم المرئي للغاية الذي شعر به الشعب الإيراني، وخاصة النساء، لمدة 44 عاما.
لکن الملفت للنظر، إن النظام وعلى الرغم من کل هذه الاستعدادات والاحتياطات والتهديدات، فإنه أجوء الرعب مخيمة عليه لأنه يعلم جيدا بأن سخط وغضب الشعب الايراني منه ومن ممارساته وإجرامه قد فاق الحدود وإن إنفجار کل هذا الغضب سيکون بمثابة برکان من الصعب مواجهته وإخماده!

زر الذهاب إلى الأعلى