صوت العراق – محمد حسين المياحي:
ليس بإمکان النظام الايراني أن يخفي خوفه وغضبه في آن واحد من جراء الفعاليات والنشاطات المستمرة للمقاومة الايرانية والتي ساهمت وتساهم ليس فقط فضحه وکشفه أمام الرأي العام العالمي وإنما عملت وتعمل أيضا على إذکاء حماس الشعب الايراني ورفع معنوياته أکثر للتصدي للنظام ومقارعته جنبا الى جنب مع نشاطات الخلايا التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في مختلف المناطق والمدن الايرانية.
حالة الخوف والهلع التي تنتاب قادة النظام الايراني ناجمة في الاساس بسبب کون المقاومة الايرانية تخاطب الرأي العام العالمي بمنطق حضاري وبخطاب ينم عن خلفية إنسانية وثقافية متميزة سلسة تتسم بالشفافية والصدق والاهم من ذلك يستند على معلومات ذات درجة عالية من المصداقية، ولذلك فإن العالم ليس يتقبل هذا الخطاب فقط وإنما يستوعبه ويتفهمه ويبدي رأيه وموقفه الإيجابي منه خصوصا وإنه يجسد معاناة ونضال الشعب الايراني ضد هذا النظام الدکتاتوري الذي يعيش خارج الزمن وبعيدا عن کل ماهو إنساني وحضاري.
التظاهرات والاعتصامات والمٶتمرات والتجمعات الاحتجاجية التي دأبت المقاومة الايرانية على عقدها في مختلف دول وعواصم القرار والتي تبعث من خلالها برسائل عن آخر المستجدات على الساحة الايرانية وعن بطش النظام وإيغاله في إرتکاب الجرائم وتماديه في حملات الاعتقالات والاعدامات من أجل کبح جماح الشعب الايراني، والذي يثير السخرية والاستهزاء إن هذا النظام لايکاد أن يکف عن الاعراب عن خوفه على مختلف الاصعدة من هذه النشاطات المٶثرة للمقاومة الايرانية، لکن أکثر مايثير رعب وهلع النظام هو إن العالم کله صار ينظر الى المقاومة الايرانية کبديل للنظام ذلك إنه وفي الوقت الذي بات العالم مقتنعا بضرورة وحتمية التغيير في إيران من خلال إسقاط هذا النظام لأسباب کثيرة ومتباينة، فإنه مٶمن ومقتنع بکون المقاومة الايرانية البديل الديمقراطي الافضل له، خصوصا وإنها قد أثبتت وترجمت وجسدت ذلك على أرض الواقع الايراني أولا وعلى الصعيد الدولي ثانيا.
سعى ويسعي النظام الايراني جاهدا من أجل الإيحاء بأنه قد صار أمرا واقعا في إيران وإن إسقاطه وتغييره صار أمرا غير ممکنا على وجه الاطلاق، ولکن النضال النوعي الذي قامت به المقاومة الايرانية ولاسيما ذراعها القوية والنشيطة والفعالة منظمة مجاهدي خلق، قد تمکنت من إقناع العالم بأن مايقوله ويسعى إليه هذا النظام إنما هو مجرد وهم ومحض هراء خصوصا بعد أن أثبتت الانتفاضة الاخيرة ذلك بوضوح وبينت على إنه مجرد نظام هش وضعيف آيل للسقوط ولايمکنه أن يعمل شيئا فيما لو حمي الوطيس وواجه الشعب والقوى الوطنية المخلصة والمتجسدة في منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية بل وإنه سيلاقي نفس المصير الذي واجهه سلفه، وقد صار هذا النظام مقتنعا بما فيه الکفاية بأن الحديث الاساسي الذي يدور اليوم حول القضية الايرانية إنما يترکز على إسقاطه وتقديم البديل الديمقراطي له والذي لايوجد غير المقاومة الايرانية.