وکاله سولابرس – أمل علاوي: يخوض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حاليا واحدا من أکثر المواجهات صعوبة وخطورة عليه إذ إنها مواجهات تتعدى حدود إيران وتصل الى تلك البلدان التي تدخل فيها وسعى من أجل إستنساخ نظرية ولاية الفقيه فيها، وهو ماجعل حسابات النظام الايراني تنقلب رأسا على عقب وإن ماکان ينتظره من هذه البلدان قد صار على العکس تماما، ولذلك فإن النظام الايراني يقف أمام حالة إستثنائية وغير مسبوقة حيث إنه يجد نفسه يخوض مواجهة مع بلدان کان يعتقد بخياله المريض إنها قد أصبحت طوع إشارته!
النظام الايراني الذي کان يتصور بأن منظمة مجاهدي خلق لوحدها من تقف بوجهه وتناضل ضده، لکن إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني ومن ثم إنتفاضة الشعب الايراني بوجهه، قد جاءتا لتٶکدا بأن حملة التوعية السياسية ـ الفکرية لمجاهدي خلق على مر العقود الاربعة المنصرمة قد أتت النتيجة المرجوة والمنتظرة لها ذلك إن شعوب المنطقة باتت ترى في التحذيرات التي أطلقتها المنظمة ضد مخططات ومٶامرات النظام الايراني ضدها، حقائق لايمکن تجاهلها وإن ماقد أکدته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في عام 2003، من إن”نفوذ نظام الملالي في العراق أسوأ من القنبلة الذرية بمئات المرات”، قد أکدت مصداقيتها الکاملة وإن مايجري في العراق حاليا يثبت إقتناع الشعب العراقي بما قد قالته السيدة رجوي بهذا الصدد، وإنها تمثل وتعبر عن الحقيقة والواقع بعينه، وهو الامر الذي يدفع بالنظام الايراني لکي يتقوقع على نفسه أکثر فأکثر.
نظرية ولاية الفقيه التي وقفت منظمة مجاهدي خلق ضدها ورأت فيها نظرية قمعية إستبدادية إجرامية لايمکن أن تعبر أبدا عن آمال وطموحات وتطلعات الشعب الايراني، من الخطأ الکبير التصور والاعتقاد بأن الشعب الايراني لوحده من قد تيقن بهذه الحقيقة، إذ أن الشعب العراقي والشعب اللبناني بصورة خاصة وشعوب المنطقة والعالم عامة صارت تٶمن بأن هذه النظرية الشريرة هي نظرية معادية لها وتسبب لها الکثير من المشاکل والازمات وقد حان الوقت المناسب للتصدي لها ومواجهتها.
إنتفاضات شعوب إيران والعراق ولبنان، لم يکن إندلاعها المتقارب وموقفها الموحد من نظام ولاية الفقيه مجرد صدفة بل إنها قد جاءت کنتيجة منطقية لما قد أفرزه ويفرزه هذا النظام من ممارسات عدوانية وإجرامية ضد هذه الشعوب وحتمية أن التصدي لها، وإن معظم المٶشرات والدلائل تٶکد الى أن هذا النظام قد وصل الى مرحلة لايمکنه فيها من أن يستمر کما کان في الاعوام السابقة، وإن هذه الشعوب قد صممت على إلقام هذا النظام حجرا.